الجامعة العربية والعمل المشترك
معلوم أن المنظومة الدولية تتكون من قوى كبرى لها حضور دولي كبير بحكم قوتها وتأثيرها على المستوى الدولي، وهذا أمر طبيعي أن تكون ذات تأثير في القرار الدولي بحكم ثقلها الذي تمثله، وفيما يخص الحضور العربي على المستوى الدولي هو أمر طبيعي بالنسبة لحجم التأثير وقوة الدول العربية، بمعنى أنه من الطبيعي والواقعي والمنطقي أن الدول تؤثر في القرار الدولي بحسب قوتها وتأثيرها وموقعها في المنظومة الدولية.
– الموقف العربي الذي يتمثل بجامعة الدول العربية، نجد أنه في الوقت الراهن متراجع ودوره محدود وغير فعال في حرب غزة والصراع العربي الإسرائيلي، وهذا ليس وليد اللحظة ولكنه نتاج غياب العمل العربي الجماعي المشترك الذي يعطي أولوية للمصلحة المشتركة على حساب المصلحة الوطنية للدول، أي أن التراجع أمر طبيعي نتيجة غياب العمل المشترك منذ تأسيس الجامعة العربية.
– بناء على ذلك يمكننا القول إن تعزيز الموقف العربي لن يأتي في سنة أو سنتين او حتى عشر سنوات في ظل هذا الوضع الراهن، ولكنه يتطلب تفعيل العمل العربي المشترك وتفعيل الاتفاقيات العربية وعلى رأسها اتفاقية الدفاع والتعاون الاقتصادي، إضافة إلى اتفاقية جدة للدول المشاطئة للبحر الأحمر، وغيرها من الاتفاقيات التي لم تفعل، وان يسير هذا العمل بصورة متدرجة وأطر دبلوماسية مرنة لا تحدث تصادم مع القوى الإقليمية والدولية ومصالحها التي يتطلب أن تحفظ باعتبارها مصالح مشتركة.
#فتاح_المحرمي
16 مايو 2024م.