اخبار محليةالأمين برس

في الذكرى ٣٠ لإعلان فك الارتباط.. إصرار جنوبي على استعادة الدولة

تحت تأثير الخطاب القومي العربي وأوهام الوحدة العربية ذهب النظام الجنوبي إلى الوحدة مع الجمهورية العربية في 22 مايو 1990.

كانت الوحدة تحمل بذور فشلها في الطريقة المتسرعة التي تحققت بها،والتي تجاهلت الاختلافات الجذرية بين شركاء الوحدة سياسياً واجتماعياً، كما كان غدر نظام الجمهورية العربية اليمنية بشريكه الجنوبي ونيته المبيتة بالتنصل من اتفاقيات الوحدة وتحويلها إلى احتلال هو المسمار الأخير في نعش الوحدة التي سقطت باحتلال الدولة الجنوبية بالقوة العسكرية بعد سلسلة من جرائم الاغتيالات التي استهدفت القيادات الجنوبية والتنصل عن قوانين ودستور دولة الوحدة ومحاولة فرض النظام السائد في الشمال على حساب دولة النظام والقانون المتفق عليها في دستور دولة الوحدة.

 

كان إعلان النظام الجنوبي فك الارتباط يوم 21 مايو 1990م

هو الخيار الأخير والحل الوحيد لتصحيح الخطأ التاريخي للقيادة الجنوبية والذي ما زال شعب الجنوب يدفع ثمنه حتى اليوم.

ولكي يفهم البعض ممن نسى أو تناسى الكوارث التي حلت بالجنوب بسبب الوحدة اللعينة سنحاول في هذا التقرير شرح السؤال الذي يطرح نفسه.

لماذا يصر الجنوبيون على استعادة دولتهم؟

 

 

*اختلاف الحكم

 

 

كان قرار الوحدة متسرعاً ودون دراسة كافية لأوضاع اليمن الشمالي والاختلاف الجذري بين النظامين والشعبين في البلدين سياسياً واجتماعياً وثقافياً.

ففي الوقت الذي كانت فيه الدولة الجنوبية دولة مؤسسات وقانون ونظام يسري على الجميع ويتساوى امامه المواطن والمسؤول وينعدم فيه الفساد والمحسوبية، كان اليمن الشمالي يدار بنظام يتشكل من مزيج من القوى العسكرية والقبلية والدينية وسط غياب أي مظاهر أو مؤسسات للدولة فيما الفساد ينخر في كل مفاصلها، وتذهب كل مقوماتها للقوى العسكرية والقبلية والدينية التي تزاوجت فيما بينها وانتجت نظام غارق في الفساد والتخلف.

 

 

*الفوارق والاختلافات بين الشعبين

 

 

 

الاختلاف الجذري بين النظامين لم يكن الوحيد، فالاختلاف الاجتماعي والثقافي بين الشعبين كان أكبر،فبينما كان الشعب الجنوبي شعب متجانس ومتشبع بثقافة احترام الأنظمة والقوانين ويتساوى الجميع تحت مظلة الدولة،ويتمتع بثقافة عالية نتيجة لارتفاع نسبة التعليم واهتمام الدولة الجنوبية بالنظام التعليمي وتأهيل الشعب ثقافياً واجتماعيا كان الشعب في اليمن الشمالي يعيش غارقاً في الجهل والعزلة والتخلف، يدين بالولاء للقبيلة والمشائخ ورجال الدين بسبب تجاهل الدولة في الشمال لمحاربة الأمية وتوفير المدارس والمنشآت التعليمية، ورفع مستوى الوعي لدى الشعب الشمالي بحقوقه وتركته فريسة للقوى الدينية والقبلية التي عملت بكل قوة على عرقلة كل محاولات تحديث البلاد وكل ما من شأنه رفع مستوى الوعي لدى المواطن اليمني.

 

 

*استهداف الكوادر الجنوبية

 

 

عمل نظام الإحتلال منذ اللحظة الأولى على اسقاط مواثيق وعهود الوحدة،حيث بدأت القوى الدينية المتطرفة في نظام الشمال تشن حملة تحريض على القيادات الجنوبية وعلى دستور دولة الوحدة باعتبارها مخالفة للشريعة الإسلامية.

أكثر من 150 شهيد من القيادات الجنوبية سقطوا ضحايا حوادث اغتيال نفذها عناصر تابعون لمخابرات النظام الشمالي أو القوى الدينية ممثلة بحزب الإصلاح الإخواني الذي أسس باتفاق بين علي عبدالله صالح وآل الأحمر وقيادات دينية مرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين ليتولى مهمة معارضة اتفاقيات الوحدة والتحريض على القيادات الجنوبية واغتيالها.

 

*اجتياح الجنوب وتشريد شعبه*

كان اجتياح الجنوب في صيف 94 آخر مسمار في نعش الوحدة،حيث تحولت الوحدة الطوعية بين الشعبين إلى احتلال غاشم عاث في الجنوب،وارتكب جرائم مروعة بحق الشعب الجنوبي.

آلاف الشهداء سقطوا ضحايا العدوان اليمني الغاشم وشرد عشرات الآلاف من وطنهم،وتعرضت مدن الجنوب لدمار هائل،فيما نهب المحتلون كل شيء في الجنوب،بما فيها المنازل والمحلات التجارية والمؤسسات الحكومية.

 

تقاسم قادة الإحتلال كل شيء في الجنوب بما فيها المنازل المحتلة والأراضي والمصالح الحكومية حيث أصبح الشعب الجنوبي بين ليلة وضحاها لا يملك شيء بعد أن كان يعيش في ظل دولة وفرت له كل سبل الحياة الكريمة.

 

*فتاوى تكفيرية

 

 

كانت حرب صيف 94 محاولة لاجتثاث الشعب الجنوبي وإبادته وتشريده،ارتكب نظام الإحتلال اليمني جرائم تطهير عرقي،توجها بالفتوى الدينية الشهيرة التي اصدرتها قيادة حزب الإصلاح الإرهابي بإباحة قتل الجنوبيين بمن فيهم الأطفال والنساء بحجة أن الشعب الجنوبي كفار وقتلهم ضرورة لحماية الإسلام.

 

*تهميش الجنوبيين

 

 

مارس نظام الإحتلال كل صنوف القهر والإرهارب والظلم بحق الجنوب وشعبه وبصورة عنصرية مقيته.

طرد عشرات الآلاف من الجنوبيين من وظائفهم رغم امتلاكهم مؤهلات وخبرات عالية واستبدلوا بموظفين يمنيين لا يجيدون حتى القراءة والكتابة.

ووجد اضعافهم من منتسبو الجيش الجنوبي انفسهم محالين إلى التقاعد المبكر برواتب زهيدة،ومن تبقى منهم تعرضوا للتهميش والحرمان من الترقيات والتأهيل،وتم الزج بهم في صراعات داخلية بين القوى الشمالية المتصارعة في محاولة للتخلص منهم.

 

 

*طمس الهوية الجنوبية

 

 

شن المحتل اليمني حرباً ضروساً على كل مقومات الهوية الوطنية الجنوبية فدمر المعالم الأثرية والتاريخية وأحرقت الكنائس القديمة،ونهبت المتاحف وهربت القطع الأثرية إلى الخارج وهدمت العديد من المساجد التاريخية بحجة ترميمها.

كما تم تهميش وتجاهل التراث الجنوبي ومحاربته ومحاولة اسنبداله بتراث الشمال الذي يتناقض مع التراث والتقاليد والعادات الجنوبية بشكل صارخ.

حتى التسميات الجنوبية للشوارع والمعالم الجنوبية لم تسلم فتم استبدالها بمسميات شمالية تحاول اثبات ارتباط الجنوب بمسمى اليمن بدون جدوى.

تفاخر المحتل بذكرى يوم سقوط العاصمة عدن فعمل على تخليده بتسمية الكثير من المدارس والمنشآت بسبعة يوليو بصورة مقززة توضح حجم الحقد الشمالي على الجنوب.

 

ارتكب الإحتلال اليمني في الجنوب جرائم ربما لم يرتكبها حتى المحتل الصهيوني في غزة وفلسطين،لكن التعتيم الإعلامي وتجاهل المأساة الجنوبية حالت دون اظهار الحقيقة للعالم.

اليوم حسم الشعب الجنوبي أمره وقرر استعادة الدولة الجنوبية وسمع العالم صوت الجنوب،وظهرت بشائر عودة الجنوب واضحة

 

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى