تقرير خاص لـ"الأمناء": هل يفعلها الانتقالي وينتصر للشعب ؟
(الأمناء / غــازي العلــوي :)
– الانتقالي الجنوبي والخيارات المفتوحة .. معركة كسر العظم ..
– ما الرسائل المهمة التي بعثها الرئيس الزُبيدي ؟ وماهي دلالات توقيتها ؟
– هل وصل الانتقالي إلى طريق مسدود في شراكته مع الشرعية ؟
– ما وراء تأكيد الرئيس الزبيدي بأن الانتقالي ينتظر إلى مالا نهاية تجاه فشل الحكومة ؟
– هل سيقدم الانتقالي على خطوات جريئة لرفع المعاناة عن كاهل الشعب ؟
– ما الذي يتوجب على الانتقالي والجنوبيين ككل فعله في هذه المرحلة ؟
” إن مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي، في مجلس القيادة والحكومة، كانت من منطلق الحرص على توحيد القوى والجهود لمواجهة العدو المشترك المتمثل في مليشيا الحوثي الإرهابية، ورفع المعاناة عن شعبنا وتوفير الخدمات، ولكن وصول الأوضاع المعيشية إلى هذا المستوى من التردي، يحتّم على المجلس إعادة النظر في جميع قراراته وخطواته المستقبلية، بما يخدم مصالح شعب الجنوب وقضيته الوطنية”
هكذا قالها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي ، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي بكل صراحة ووضوح وشجاعة خلال اجتماع له ، أول أمس الثلاثاء، بعدد من أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، ورؤساء الهيئات بالمجلس، ووزراء المجلس في الحكومة.
وتأتي التصريحات النارية للرئيس الزبيدي بعد أن فاض الصبر على حده من تنصل الحكومة عن مهامها الوطنية تجاه شعبنا الجنوبي ، جراء الوضع المأساوي في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب، المتمثل في الأزمات المعيشية المتفاقمة وانهيار العملة وغياب الخدمات الضرورية، وحرمان قطاعات واسعة من المرتبات ، ناهيك عن الفساد المستشري في كل مفاصل الحكومة من الوزارات والمؤسسات الحكومية والإنفاق المهول على قيادات وأعضاء السلك الدبلوماسي وبالعملة الصعبة ، والتي تكفي لإقامة مشاريع اقتصادية وتنموية حيوية في المناطق المحررة وتحديداً العاصمة عدن ، وغيرها من محافظات الجنوب الأخرى والتي تعرضت لدمار شامل في بنيتها التحتية جراء الحرب التي شنتها الميليشيات الحوثية على الجنوب مطلع عام ٢٠١٥م.
رسائل تاريخية للرئيس الزُبيدي..
رسائل شديدة الأهمية بعث بها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، نائب رئيس المجلس السياسي، حسمت موقف الجنوب من الوضع الراهن على الأرض.
رسائل الرئيس الزُبيدي تزامنت مع استمرار حالة التردي المعيشي الذي يعانيه الجنوب منذ فترة طويلة، وهو ما يفتح الباب نحو مزيد من الإجراءات التي يتخذها الجنوب في مواجهة هذا الاستهداف.
الرسالة الأهم التي بعث بها الرئيس الزُبيدي تمحورت حول مدى التعاطي مع الوضع الراهن، وكان القائد واضحًا وهو يقول إن استمرار الوضع القائم لم يعد مقبولا.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، لكن الرئيس القائد أكَّد بلهجة واضحة لا تحتمل أي تأويل، المجلس الانتقالي الجنوبي لن ينتظر إلى ما لانهاية تجاه فشل الحكومة وعجزها، واستمرار تدهور الأوضاع المعيشية، ووصولها إلى حد فاق قدرة الجنوبيين على الصبر والتحمّل.
تصريحات الرئيس القائد جاءت خلال ترؤسه اجتماعا لبحث حلول عاجلة لوقف التدهور المتسارع للأوضاع الاقتصادية والخدمية.
وعُقد الاجتماع بحضور عدد من أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، ورؤساء الهيئات بالمجلس، ووزراء المجلس في الحكومة.
صرح الرئيس خلال الاجتماع، بأن المجلس الانتقالي، كيان سياسي من شعب الجنوب وإليه، ولن يكون أبداً بعيد عن معاناته، كما أن لديه من القدرة والشجاعة ما يكفي لتحّمل مسؤولياته الوطنية تجاه الجنوبيين.
أضاف الرئيس أن مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي، في مجلس القيادة والحكومة، كانت من منطلق الحرص على توحيد القوى والجهود لمواجهة العدو المشترك المتمثل في مليشيا الحوثي الإرهابية.
وأوضح أن هذه المشاركة كانت بهدف أيضًا رفع المعاناة عن الجنوبيين وتوفير الخدمات، غير أنه شدد في الوقت نفسه، على أن وصول الأوضاع المعيشية إلى هذا المستوى من التردي، يحتّم على المجلس إعادة النظر في جميع قراراته وخطواته المستقبلية، بما يخدم مصالح شعب الجنوب وقضيته الوطنية.
الرئيس الزبيدي كلف الحاضرين في ختام الاجتماع، بالبقاء في حالة انعقاد دائم، لتدارس الحلول العاجلة والممكنة في هذه الظروف الاستثنائية.
تصريحات الرئيس الزُبيدي تحمل أهمية بالغة، ويمكن وصفها بالاستثنائية، وأنها تتناسب مع طبيعة المرحلة الحالية.
فتوقيت هذا الموقف الجنوبي الحازم له دلالة واضحة، حيث حرص المجلس الانتقالي على التأكيد على أنه لن يلتزم الصمت طويلا إزاء ما يحدث على الأرض.
الرسائل الجنوبية تبدو واضحة أكثر من أي وقت مضى، وتمثل ترجمة حقيقية للتطلعات الجنوبية، ومفاد ذلك أن القيادة الجنوبية تعي جيدا حجم المعاناة التي يكابدها الجنوبيون وأنها لن تسكت على ذلك.
الجانب الآخر من الرسائل الجنوبية تتمثل في أن القيادة يبدو أنها عقدت النية وبشكل واضح على اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحمي التطلعات الجنوبية.
وفيما لا يمكن الجزم أو التكهن بالإجراءات التي من الممكن اتخاذها، إلا أن محللين كُثر أكَّدوا أن الجنوب بصدد اتخاذ اللازم بما يضمن المحافظة على سيادته الوطنية بجانب إحداث نقلة نوعية في الوضع المعيشي الذي يُسجل بالأساس حالة من التردي.
على الصعيد الشعبي، فإنّ الشعب الجنوبي يفوِّض قيادته السياسية لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة التي تضمن تحقيق هذا التحسن على صعيد الأوضاع المعيشية.
دعوة الرئيس الزبيدي لإنقاذ الوضع :
لاشك أن ملف الخدمات والمطالب المشروعة لشعبنا الجنوبي واحدة من أهم الملفات السياسية التي تتطلب موقفا حاسما من قبل قيادتنا السياسية الجنوبية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي والنائب اللواء أبو زرعة المحرمة ومختلف الهيئات السياسية والعسكرية الجنوبية في هذا الظرف العصيب التي يتكالب فيه اعداء الجنوب بحربهم المفتوحة لتركيع وإذلال شعب الجنوب المكافح من خلال إيجاد معالجة عاجلة ومستدامة لملف الكهرباء ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين بالعاصمة عدن ومحافظات الجنوب والقضاء على كل أشكال الفساد الموروث وإيقاف تدهور العملة وتحسين الظروف المعيشية لشعب الجنوب وتأمين أبسط سبل العيش الكريم ، والسير قدما نحو استكمال التحرر وتحقيق كامل الأهداف لثورتنا الجنوبية باستعادة وبناء مؤسسات الدولة الجنوبية .
إخفاق حكومي بامتياز :
منذ تشكيل حكومة المناصفة في ديسمبر ٢٠٢٠ تزايدت حدة الانتقادات الموجهة لها من جانب المجلس الانتقالي الجنوبي الشريك في هذه الحكومة والتي يرى أن هناك من يعمل على تعطيل مهامها وإخفاقها المتعمد تجاه الإيفاء بالتزاماتها بتطبيع الأوضاع في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب ، وتزايدت معها حالة الغضب الشعبي جراء تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدماتية ، في وقت يعبث فيه ساسة الدولة بالمال العام وبالفساد المالي والإداري الذي يذهب معظمه لجيوب الوزراء والمقربين منهم ، وتخلي هؤلاء الوزراء عن ممارسة مهامهم من العاصمة عدن حسب ما نصت عليه اتفاقية الرياض فيما يخص تشكيل حكومة المناصفة .
العبث بملفات الخدمات والرواتب والتدهور المريع للعملة المحلية
وتصدّرت الأوضاع المالية والاقتصادية العناوين الرئيسية للانتقادات التي وجهت لحكومة المناصفة من قبل قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي والسلطات المحلية في محافظات الجنوب ونشطاء سياسيين وحقوقيين ونخب المجتمع المدني جراء العبث بملفات الخدمات والرواتب والتدهور المريع للعملة المحلية ، وانحراف بوصلة توجيه الحرب من مواجهة ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران إلى محافظات الجنوب وتشكيل قوات عسكرية خارج القانون ، وبدلاً من توجيه صوب الجبهات القتالية مع ميليشيا الحوثيين ، يتم توجيهها للتموضع جنوباً ، وهو ما كشف النوايا السيئة باستهداف الجنوب وشعبه ممثلاً بكيانه السياسي الجامع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أجمع عليه كل الجنوبيين بمختلف مكوناتهم السياسية والحزبية والمدنية وتفويض شعبنا الجنوبي للرئيس القائد عيدروس الزبيدي لتمثيلهم في كافة المحافل العربية والإقليمية والدولية.
حقيقة الخلافات بين الانتقالي والرئاسي
صرح القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي،منصور صالح، إن الطرف الشريك في مجلس القيادة الرئاسي باليمن، لم يكن جاد خلال العامين الماضيين في تنفيذ مخرجات مشاورات الرياض وتسبب في الكثير من الخلافات.
وأوضح صالح في حديثه لـ”سبوتنيك”، “أن مخرجات مشاورات دول مجلس التعاون الخليجي المنعقدة في الرياض في أبريل/نيسان 2022م، نصت على المناصفة بين الجنوب والشمال، في تولي المناصب العليا في مجلس القيادة و الحكومة وباقي مؤسسات الدولة، وذلك في محاولة لتحقيق حالة من التوازن في إدارة المرحلة الحالية حتى الوصول إلى تسوية شاملة، وحل يرتضيه شعب الجنوب لقضيته العادلة”.
وأضاف القيادي في الانتقالي، أن العامين الماضيين أثبتا أن الطرف الشريك في مجلس القيادة غير جاد في تنفيذ ماتم التوافق حوله، ومارس عبثاً في الوظيفة العامة للدولة، من خلال تمكين المقربين وإعادة تدوير الفاسدين على حساب الكفاءات والتوافق الذي تم التوقيع عليه”.
وأشار صالح إلى أن”مجلس القيادة عمد إلى إصدار قرارات تعيينات- معلنة وسرية لعدد كبير من العناصر من خارج الجنوب، بما فيهم عناصر كانت محسوبة على نصار الله، فيما تم تعطيل عدد من الترشيحات الخاصة بالكوادر الجنوبية، وهذا أمر يرى فيه المجلس الانتقالي إخلال بالتوافق”.
ونوّه صالح، إلى ضياع الكثير من الوقت في إنجاز ما تم التوافق حوله بخصوص الشراكة في إدارة الدولة ومكافحة الفساد وإصلاح المؤسسات، ومن ذلك إصلاح ملف السلك الدبلوماسي المترهل والمشبع بالفساد، والذي يسيطر عليه بصورة شبه كاملة تنظيم الإخوان منذ سيطرتهم على السلطة في العام 2012م.
وسخر القيادي في الانتقالي من تسريب الدوائر الرسمية لوثائق خاصة بترشيحات لقيادات جنوبية وتوظيفها للإساءة للمجلس الانتقالي، فيما يتم التكتم على قرارات تعيينات يومية لمقربين كانوا إلى الأمس يخدمون المليشيا الحوثية، وربما مازال بعضهم غير جاد في التحاقه بمعسكر الشرعية.
وأكد صالح أن “آمال كبيرة كانت تعلق على الشراكة المرحلية مع القوى اليمنية، لكن حتى اللحظة لم تتحقق أي نتائج إيجابية تخدم شعب الجنوب، لا في توفير الخدمات وانتشال الأوضاع المعيشية المتردية للغاية للمواطن الجنوبي، ولا على صعيد تحقيق التوازن في إدارة الدولة، فمازالت قوى الفساد والفشل تعبث بالبلد ومواردها وحياة أبنائها”.