المقالات

كورنيش الشحر بين الواقع والمأمول

في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها مجتمعنا من غلاء في الأسعار وموجات حراره عالية وانطفاءآت متكررة للتيار الكهربائي تلجأ الكثير من الاسر الى التنفيس عن نفسها بسبب ضغوطات الحياة وضنك العيش وذلك بالخروج من المنازل الى الحدائق والمتنزهات العامة على ساحل البحر وتعتبر الشحر إحدى المدن الساحلية التي تمتاز بطول ساحلها البحري الذي تعدى طوله عدة كيلومترات وتذهب إليه الكثير من الأسر وخاصه في يومي الخميس والجمعة وأيام العطل والإجازات الرسمية والدينية لرؤية زرقة البحر وجمال منظره مع الغروب واستنشاق هواءه الصافي النقي ، وإن عكرته بعض المنغصات مثل : وجود أكوام من الرمال والأحجار و الردميات الناتجة عن هدم البيوت وروائح المجاري التي تسكب في مياه البحر في مناطق متفرقة من الشاطئ ولكن ذلك لم يمنع هذه الأسر من الجلوس على ذلك الشاطئ لأنه المتنفس الوحيد لديهم ،و في الآونة الأخيرة استبشر سكان الشحر خيرا بإنشاء كورنيش الشحر الشرقي والذي أصبح متنفسا وحيدا على ساحل البحر تلجأ إليه الأسر في كل الأيام وإن كانت أيام العطل والمناسبات هي الأيام الأكثر ازدحاما وسعدنا بإنارته في الأيام القلائل الماضية ليبعث الأمل والطمأنينة في نفوس الأسر و ليضفي جمالا خلابا آخر لمدينه الشحر وشواطئها.

إن كل ذلك لم يكن كافيا للتنزه والشعور بكامل السعادة غير أنه ما زالت بعض الامور تحتاج الى اعاده ترتيب ، فصغر مساحه الكورنيش والتي لم تتعد 7500متراً مربعاً مقارنه بتعداد سكان مدينه الشحر الذي يفوق 100,000 نسمة – ناهيك عن الوافدين إليها لقضاء أوقات ممتعة على الكورنيش – جعل البعض من هذه الأسر الآتية للكورنيش تنزح الى ساحل البحر وتفترشه لتناول وجباتها الغذائية والاستمتاع بشاطئ البحر في صوره تعكس مدى صغر حجم هذا الكورنيش واكتظاظه بالأسر بداخله وهذا يدفعنا للمطالبة و بإلحاح بضرورة إنشاء كورنيشات أخرى بجانب هذا الكورنيش الشرقي لوجود مساحات مؤهله لذلك على يمينه ويساره لاستيعاب كل هذه الأسر المتنزهة وكذا رصف ما تبقى من تلك المساحات الجانبية .

إن الزائر للكورنيش الشرقي يعاني الأمرين حتى يصل إليه فازدحام السيارات أمام الكورنيش يصعب من عملية الوصول إليه ويؤخر العبور إلى الجانب الاخر منه مما يحتم على الزوار الانتظار طويلا وكأنهم وقوف أمام الإشارة الضوئية الحمراء و كذلك وجود بعض الشباب المجتمعين حول الكورنيش بدراجاتهم وسياراتهم والذين يضايقون المارة من خلال تجنيبهم لمركباتهم على خط الأسفلت وتعكيرهم لصفو تنزه هذه الاسر وتسببهم بالمضايقات سواءٌ بمحاولة دخولهم الى داخل الكورنيش من خلال القفز على الأسوار أو بالمرور بدراجاتهم وسياراتهم أمام الأسر الجالسة على شاطئ البحر، بالرغم من المجهود الذي يبذله عمال النظافة في رفع ونقل المخلفات ووضعها في البراميل المعدة لذلك و المتعددة الأنواع والأحجام في أماكن متعددة من الكورنيش ، ألا ومع ذلك نرى انتشار المخلفات التي تتركها هذه الأسر الزائرة داخل مبنى الكورنيش وحواليه بعد تناولهم لوجباتهم الغذائية والمشروبات نتيجة لعدم التزامهم بالتوجيهات.

في ختام مقالي أوجه عدة نداءات :

النداء الأول: إلى كل من السلطة المحلية بالمديرية والسلطة المحلية بالمحافظة : عليكم معالجه هذه المشكلة وبناء كورنيشات اخرى سواءُ كانت في المنطقة الشرقية أو الغربية من خلال السعي لدى المنظمات المانحة كما عليكم رصف الشوارع المحيطة ، حتى يزداد عددهن لتخف نسبة الازدحام الذي يشهده الكورنيش حالياً.

النداء الثاني : نداء للشرطة والأمن العام بضرورة وجود رجال المرور وقوى الامن بصورة أكبر فالقوة الموجودة والمكونة من طقمين غير كافية وخاصة أيام الازدحام ولابد من التعاون مع السلطة المحلية والاستعانة بقوات أخرى مساهمة مثل لواء الأحقاف أو خفر السواحل أو أي قوة أخرى تراها السلطة مناسبة وخاصة في أيام الاكتظاظ لتنظيم سير الحركة أمام الكورنيش وتخفيف الازدحام وتحديد مواقف للسيارات والدراجات بعيدا عن واجهة الكورنيش والقبض على المخالفين وإبعاد الشباب الطائش سواء الذين يضايقون الأسر المتنزهة على الساحل بسياراتهم ودراجاتهم أو الذين يحاولون التسلل إلى داخل الكورنيش عن طريق القفز عبر الأسوار مما لا يسمح للأسر بأخذ كامل حريتها أثناء التنزه .

النداء الثالث : نداء للأسر الزائرة ان تحافظ على نظافة الكورنيش وتقوم بتجميع مخلفاتها في نهاية الزيارة ووضعها في أكياس توضع في براميل القمامة الكبيرة والصغيرة المنتشرة داخل الكورنيش وخارجه وعليها تعليم أولادها على ضرورة وضع المخلفات في صندوق القمامة المخصصة لذلك فالكورنيش ملكيه عامه فحافظوا على نظافته لاستدامته ، فاليوم أنتم تتنزهون وهو نظيف وغداً يأتي زوار آخرون فحافظوا على نظافته واتركوه نظيفا كما وجدتموه .

النداء الرابع والأخير إلى ادارة صندوق النظافة :
اولاً : بالرغم من الحملات التوعوية التي نفذتموها مثل بعض الحفلات التي ضمت مشاهد توعوية ومقاطع الفيديو التي عرضت عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووضعكم لمختلف أنواع البراميل داخل وخارج الكورنيش إلا إنه مازالت السلوكيات السيئة من بعض الأسر في ترك مخلفاتها موجودة فعليكم الإكثار من حملات التوعية الخاصة بالاهتمام بنظافة الكورنيش وطرق التخلص من النفايات عبر الملصقات ومكبرات الصوت والإذاعات المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي.
ثانياً : الكورنيش منجز سياحي وله بعد اقتصادي لابد من الاستفادة من مكوناته، لاسيما الاكشاك الموجودة . فعليها ان تدفع ايجارًا شهريًا عبر عقود استئجار ، ولكن يحتم ذلك من توفير الماء والكهرباء والزام المستأجرين بدفع قيمة استهلاكهم لذلك من خلال توفير عدادات للماء والكهرباء وحمايتها بشكل يبعد عنها أية أياد تمتد إليها لانتزاعها . ومردود هذا الدخل يمكن استخدامه لتحسين الكورنيش وصيانته ، وتغطية متطلبات نظافته.

ختاماً: كورنيش الشحر منجز يجب الحفاظ عليه ولابد من السعي لانشاء كورنيشات أخرى على شواطئ الشحر.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى