المقالات

الأولوية اليوم.. مغادرة حماقة خوض معارك السياسة من بوابة الخدمات ومواجهة الحوثي

‏نحن أمام مشهد يجب أن تترتب عليه سياسات جديدة، تنفتح فيه مكونات الشرعية على بعضها سياسياً، تكسر الحاجز النفسي ، تبحث عن أكبر قدر من التقارب، تتجاوز خلافاتها تعترف بالآخر مشروعاً وكياناً، أفراداً وجماعات، وتعيد التفكير في كيفية إداراة تبايناتها بأكبر قدر من الحصافة والمسؤولية، وخارج الذهنية الشمولية والشطط السياسي الإقصائي ، والإدعاء بإحتكار التمثيل ونفي حقوق الآخر، فمثل هكذا تعاطى جديد يمتن البنيان ويتخطى التصدعات، التي يمكن أن يمر من خلالها خصم الجميع ، يستثمر فيها، يوسع التعارضات ويصنع له ممر إختراق آمن.
المشهدية الجديدة جراء قرارات الإجماع الشعبي الأخيرة ، التي وحدت المختلف بقدر من تشبيك المصالح ، عليها أن تمضي خطوة أبعد في الكف عن خوض المعارك السياسية البينية،أو الإتكاء على سابق الفهم الكارثي المغلوط بأن إضعاف الشريك في الحكم لدواع سياسية، هو نصر لفريق على فريق ، في حين ان المخرجات المدمرة لهذه الذهنية تضع الجميع على قدر واحد من الهزيمة.
الأولوية اليوم هي لوقف الرهانات على المغامرات العسكرية في مابين الشركاء ، ورفع اليد عن نهج يعتمد على تفريخ الكيانات ، وصناعة من كل مسمى إثنين وثلاثة ،من الإنتقالي وحتى المؤتمر ومابينهما ، ومغادرة حماقة خوض معارك السياسة من بوابة الخدمات، وبناء الحد المعقول من التماسك لمواجهة الحوثي سياسياً ،وخلق المشتركات اللازمة للمكونات العسكرية في إطار تنسيقي عملياتي متفق عليه ، فالقرارات المالية الإقتصادية الشرعية المدعومة شعبياً ، بحاجة إلى وحدة موقف سياسي ومستوى عسكري يحميها، ويجهض محاولات هروب الحوثي من تداعياتها ، نحو الحرب كخيار محتمل.


المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى