المتحدث الرسمي لطيران اليمنية : لهذه الأسباب لن تستطيع مليشيات الحوثي تسيير الرحلات
شكل اختطاف ميليشيا الحوثي أربع طائرات للخطوط الجوية اليمنية تمهيدًا لتسيير نشاطها من صنعاء، تعقيدًا جديدًا للأزمة، وتهديدًا لمحاولات بناء الثقة قبيل اجتماع الأطراف على طاولة مشتركة.
وفيما تجتمع الأطراف اليمنية الأحد للتفاوض بشأن الأسرى والمختطفين برعاية أممية، يبرز تعقيد اقتصادي جديد بين الحكومة المعترف بها دوليًّا، وميليشيا الحوثي، إثر اختطاف الأخيرة أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، والإعلان عن وضع يدها على الشركة، تمهيدًا لتسيير نشاطها من صنعاء؛ ما يشكّل تهديدًا في طريق محاولات بناء الثقة بين الطرفين، قبيل البدء بتنفيذ خريطة الطريق الأممية، وفق مراقبين.
*”عملية إرهابية”*
واعتبر مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، إقدام ميليشيا الحوثي على اختطاف ثلاث طائرات أواخر الأسبوع الماضي، واحتجازها مع طواقمها الملاحية والفنية في مطار صنعاء، ومنع عودتها لاستكمال نقل الحجاج اليمنيين العالقين في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى طائرة أخرى محتجزة في مطار صنعاء منذ شهرين، “عملية إرهابية مكتملة الأركان، تضاف إلى انتهاكاتها الجسيمة التي طالت الناقلات الوطنية والأجنبية الجوية والبحرية على مدى السنوات الماضية”.
وحمَّل مجلس القيادة الرئاسي ميليشيا الحوثيين المسؤولية الكاملة عن تداعيات “هذا التصعيد الخطير الذي من شأنه زيادة تعميق معاناة المواطنين، والتأثير على سير رحلات الناقل الوطني المستقل ماليًّا وإداريًّا، وتكبيده خسائر فادحة”.
من جهتها، كشفت ميليشيا الحوثي، في بيان لما يسمى بـ”وزارة النقل” في حكومتها، الخميس الماضي، عن نواياها لإعادة تشغيل شركة الخطوط الجوية اليمنية من صنعاء، إضافة إلى إعادة جدولة الرحلات الجوية من مطار صنعاء الدولي، ومطارات عدن، المكلا وسيئون الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية.
واعتبرت الميليشيا إجراءات الحكومة الأخيرة المتعلقة بإنهاء أي إدارة مركزية للشركة بصنعاء، ونقل أرصدتها البنكية إلى خارج مناطق سيطرتها، وتوريد عائدات التذاكر إلى حساب شركة الخطوط الجوية في العاصمة المؤقتة للبلاد عدن، “تدميرًا ممنهجًا للشركة”، بحسب البيان.
*لا قدرة للحوثيين*
ونفى المتحدث الرسمي باسم شركة الخطوط الجوية اليمنية، حاتم الشعبي، أن تكون لدى ميليشيا الحوثي قدرة على تسيير نشاط الشركة وتشغيل طائراتها من صنعاء؛ لأن هذه العملية تتطلب “بضع موافقات من بضع جهات، فضلًا عن موافقة الدولة التي تصل إليها الطائرة، وموافقة الدول التي تمرّ في أجوائها”.
وقال الشعبي في تصريح خاص لـ”إرم نيوز”، إن هذه الموافقات “لا تأتي إلا بعد التنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، التي تمنح التصاريح بالإقلاع والهبوط لأي طائرة، كما إن جدولة الرحلات تتم من قبل إدارة تخطيط الجداول بالشركة، وهي الجهة التي ترفعها لهيئة الطيران المدني والأرصاد لأخذ الموافقات بتشغيلها”.
ورغم سيطرة ميليشيا الحوثي على أربع طائرات من إجمالي سبع طائرات تمتلكها شركة الخطوط الجوية اليمنية، فإن الشعبي قلّل من حجم تأثيرها على انسيابية الرحلات الجوية من المطارات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
وأكد أن التأثير الأكبر لاحتجاز الطائرات وطواقمها الفنية سيكون على المواطنين الراغبين في السفر من صنعاء والمناطق المحيطة بها، القابعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثيين، الذين سيتكبدون خسائر مالية.
*نموذج واضح*
وخلّفت عملية اختطاف الطائرات، أزمة لمئات الحجاج اليمنيين القادمين من مناطق سيطرة ميليشيا الحوثيين، الذين علِقوا في مطار جدّة الدولي، بعد استكمال إجراءات مغادرة الأراضي السعودية أواخر الأسبوع الماضي، في حين توقفت الرحلات الجوية إلى صنعاء، خشية سيطرة ميليشيا الحوثيين على مزيد من الطائرات.
وأشار عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، العميد طارق صالح، في تدوينة على منصة “إكس”، إلى أن تعامل ميليشيا الحوثي مع نقل الحكومة الشرعية للحجاج بالطائرات إلى مناطق سيطرته “نموذج واضح لما يمكن أن تتعامل به مع السلام. لا تكترث لمصلحة الناس، ولا تقيم وزنًا للقيم والعهود والاتفاقات”.
وأضاف أن “اختطاف الطائرات المدنية كتفجير السفن المدنية، كلها تأكيد لحقيقة ميليشيا الحوثي الظاهرة منذ أول تمرد لها على الجمهورية اليمنية في 2004م”.
*انتهاء أزمة العالقين*
وفي محاولة لاستغلال معاناة الحجاج العالقين، دعا رئيس ما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى” التابع لميليشيا الحوثيين، مهدي المشاط، أمس السبت، رئيس الفريق التفاوضي العسكري، يحيى الرزامي، قبيل توجهه إلى العاصمة العمانية مسقط، للمشاركة في المفاوضات الأممية بشأن الأسرى والمختطفين، بمتابعة “عودة بقية الحجاج اليمنيين العالقين دون أي مبرر”، على حدّ وصفه.
من جهته، قال وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع الحج والعمرة، لدى الحكومة اليمنية، مختار الرباش، إن أزمة الحجاج اليمنيين القادمين من مطار صنعاء الدولي، العالقين في المملكة العربية السعودية، في طريقها للانتهاء.
وذكر الرباش في تصريح لـ”إرم نيوز”، أنه تم الحجز أمس السبت لعودة جميع الحجاج العالقين، البالغ عددهم 1024 حاجًّا، للعودة إلى الأراضي اليمنية، إما عبر رحلات جوية إلى مطار عدن الدولي، وإما برحلات برّية إلى صنعاء مباشرة، وذلك بحسب اختيارهم، “بعد أن فشلت جميع محاولات استعادة الطائرات لنقلهم إلى مطار صنعاء، في ظل رفض ميليشيا الحوثي”.