جرائم الطلاب في الامتحانات تمس الكتب المدرسية
عنف وتعسف منقطع النظير يتعرض له التعليم في كل مجال من مجالاته ويمس احتياجات المدرسة والطلاب والمعلمين والإدارات التربوية وأولياء الأمور والشارع والمسجد.
هجوم بشع يخدش وجه التعليم ويشوه سمعته ، ماتنفك تثمر جهود التصحيح والمعالجات تنجز مهمة بنجاح حتى تقع في إخفاق آخر في مجال آخر.
لايدري الواحد منا من اين يبدأ في عرض المشكلة وتناول هموم وقضايا التعليم فمن الصعب أن يفرز المتابع قضية واحدة يتناولها دونا عن بقية القضايا فهي كثيرة ومتشابكة مع بعضها البعض.
دعونا اليوم نتناول قضية بشعة لم يألفها التعليم والتعلم ولا المدارس والسلوك والقيم
جريمتان في جريمة واحدة الهدف هو الغش والوسيلة هي تمزيق الكتاب وانتزاع الوسيلة التوضيحية منه كرسم توضيحي أو خارطة أو قصيدة شعرية او نص حديث شريف او مقطع لآيات قرآنية
أحدهم وعند قيامه بجمع الكتب في إحدى الثانويات بعد انتهاء الامتحان قام بتقليب صفحات الكتب ليبحث عن مفقودات أو أي اغراض خاصة قد ينسى الطالب وجودها في كتابه فيسلمه اياها ، ليتفاجأ بمنظر مقزز ومقرف صفحات الكتاب مقصوص منها الرسومات التوضيحية والمعادلات ، تحول فيها الكتاب إلى ما يشبه الغربال ، فرفض استلام الكتاب من الطالب ،
كتاب آخر في مادة القرآن الكريم وجد مقصوص منه مقاطع قرآنية ، بل إن بعض الكتب بعد قص مايسمى بالبراشيم تم إلصاق ورقة بيضاء محل القص بدلا عنها في الكتاب للتمويه.
ماهذا الذي يحصل من جرائم بحق التعليم .؟. ولماذا سقطت هيبة التعليم ومكانته عند الطلاب ..؟. حتى أنهم في آخر يوم للامتحان وجدناهم على أبواب المدارس يدوسون ويركلون الكتب المدرسية والملازم والكراسات باقدامهم إلى درجة أن طالبا كالمجنون يخاطب الكتاب بعضب شديد وهو يدوسه بقدمه وكأنه عدوه ينتقم منه ببشاعة.
أحد المدرسين يقول إنه بكى وتقطع قلبه كمدا وقد رأى طالبا فاقدا للوعي لايدرك مايفعل يخرج من جيبه قصاصات يلفها ببعضها يركلها بقدمه ويردها صاحبه نحوه وكأنها كرة لتتناثر الورقات ليجد بأنها قصاصات من المصحف الشريف من سورة النور المقرر في الثانوية العامة فيدنو بين أقدام الطلاب يجمع القصاصات التي داس عليها الطلاب وركلوها بأقدامهم في جنون فيمسحها ويقبلها وهو يبكي كمدا ليبكي معه بعض الطلاب ، أنها حالات هستيرية لاندري كيف انتشرت بين الطلاب واي ثقافة هذه التي جعلت الطلاب يمزقون كتبهم ودفاترهم ويقطعون الاوراق وينثرونها في الشوارع حتى أننا لنجد في آخر يوم للامتحان ، معظم الشوارع والاحياء السكنية تتطاير فيها قصاصات الكتب والدفاتر المدرسية في مظهر جنوني لانعلم نحن الآباء ماذا يحصل وماهذا الجنون والعنف والتعسف بحق التعليم.
لم نعد نجد من يجمع الكتب القديمة والدفاتر ويحتفظ بها للسنوات القادمة إلا فيما نذر
ما الذي أصاب الجيل هذا ولماذا ساءت علاقته بالكتب والدفاتر والمدرسة والمعلمين ..؟
لماذا اختفت ملامح الشكر على النعمة بتمام الامتحانات ودعاء الله بالتوفيق والنجاح ..؟
لماذا يقابل الطلاب كتبهم ودفاترهم وأعراضهم المدرسية بالكفر والعدوان وبهذه الطريقة الجنونية.
أننا في وضع نحن بحاجة فيه إلى البحث عن وسائل وأدوات تحسن وضع التعليم ويعاني المختصون كثيرا في الورش واوراق العمل لينقلوا خبرتهم من النظري إلى التطبيقي من أجل انتشال وضع التعليم ليظهر لنا سلوك طائش وجنوني يعد من الجرائم الكبرى بحق التعليم أن يعتدي الطالب بمحض إرادته على كتابه الذي تحصل عليه بصعوبة بالغة من قبل ولي أمره ليقوم بتمزيقه كي لا يستفيذ منه أحد وكأنه انتقام.
لنتكاتف معا عاما بعد عام ولنستقبل أبناءنا الطلاب مطلع كل عام ولنتحدث معهم كآباء وأمهات ومعلمين ومعلمات وإدارات مدرسية ومسؤولين في كل مكان لنخاطبهم بالعقل والمنطق ونقول لهم ماهذا الجنون يا أبناءنا ماذا أصابكم .
لماذا تركلون الكتب باقدامكم وتمزقون أوراقها لماذا تعتدون على دفاتركم وجهودكم في عام دراسي وتدوسوا باقدامكم عصارة العام الذي خطته ايديكم وسهرت من أجله امهاتكم وآباءكم
افيقوا من سكرتكم وطيشكم وجنونكم فليس الفرح بانتهاء أيام الامتحانات والاحتفال بالصراخ وتمزيق الكتب وركلها في الشوارع جهارا نهارا .
حسبنا الله ونعم الوكيل.
افيقوا يا أبناءنا فالتعليم واحترامه وتبجيله سلوك الصالحين فلا تعتدوا فتصيبكم الجهالة
وكم أتمنى أن تفرض عقوبات على كل من مزق كتابه ودفتره أمام الناس ليكون عبرة لمن فقد وعيه واستخف بالتعليم وتعامل مع الكتب والدفاتر بهذا الجنون وهذه الوحشية
المصدر