رسالة حملتها 20 مقاتلة لإيران
لا يمتلك الحوثيون في اليمن قدرات دفاع جوي مهمة يستطيعون من خلالها إسقاط مسيرات متقدمة عوضا عن المقاتلات، فلماذا استخدمت إسرائيل عددا من طائرات إف 15 في هجومها على الحديدة؟.. الإجابة ربما تكون في طهران.
في مساء السبت انطلقت مقاتلات إسرائيلية من قاعدة كيريا في تل أبيب مصحوبة بطائرة تزويد وقود في رحلة طويلة تبعد حوالي 1700 كيلومتر لإسقاط عشرات الصواريخ على أهداف في مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن في مهمة أطلق عليها “الذراع الطويلة”، والمهمة هي: ترميم قدرة الردع الإسرائيلية ووضع رسالة صغيرة مسجلة بعلم الوصول إلى الإيرانيين.
وأكد الجيش الاسرائيلي أن مقاتلاته قصفت السبت أهدافا عسكرية للحوثيين في اليمن، وذلك غداة تبني هؤلاء المتمردين هجوما بمسيرة اسفر عن مقتل شخص واحد في تل ابيب.
وقال الجيش في بيان إن “مقاتلات (اسرائيلية) قصفت أهدافا عسكرية لنظام الحوثيين الارهابي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن ردا على مئات الهجمات التي طاولت دولة إسرائيل في الاشهر الاخيرة”.
وأوضح أن المقاتلات المشاركة في الغارة على اليمن من طراز إف 15.
المسافة
كان يمكن للإسرائيليين استخدام طائرات من دون طيار من طراز حيرون-تي بي (تسمى أيتان أيضا) ويبغ مداها 4000 كيلومتر، وهي قادرة على تنفيذ المهمة، لكن القادة في إسرائيل فضلوا القيام بعرض جوي عبر سرب مكون من 20 مقاتلة من طراز F-15I Ra’am، مع قدرات التزود بالوقود لتوجيه الضربة لخزانات وقود في ميناء الحديدة وبعض البنى التحتية.
وبالمقارنة، تبلغ المسافة من قاعدة كيريا في تل أبيب والعاصمة الإيرانية طهران حوالي 1500 كيومترا، مما يعطي انطباعا بأن الإسرائيليين أرادوا أن يقولوا لإيران أن ذراعنا الطويلة ليست بعيدة عنكم.
وزير الدفاع الإسرائيلية أكد على الرسالة عندما خرج بتصريح واضح: “إن الحريق المشتعل الآن في الحديدة يمكن رؤيته في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهذا الأمر له آثار واضحة”.
وأضاف: “لقد غادرت للتو مقر القوات الجوية حيث مكثت مع رئيس الوزراء ورئيس الأركان وقائد القوات الجوية في أعقاب الهجوم الذي شنته طائرات سلاح الجو على ميناء الحديدة، على بعد 2000 كيلومتر من دولة إسرائيل. “
“إن دماء المواطنين الإسرائيليين لها ثمن، وهي ليست هدراً، ونحن نعلم أنه اليوم في لبنان وغزة واليمن وأيضاً في أماكن أخرى، إذا تجرأوا على مهاجمتنا فإن النتيجة ستكون نفسها”.
مكان انطلاق الهجوم
بحسب موقع والا الإسرائيلي، تم تنفيذ العملية بأكملها من القبو في قاعدة عسكرية في منطقة كيريا في تل أبيب بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. صرح الجيش الإسرائيلي أن هذه القدرة يمكن ممارستها أينما تطلب الأمر من سلاح الجو.
ويقدر الجيش الإسرائيلي أن هذه الحملة لم تنته بعد وأنها مستمرة، وأن إسرائيل قد تواجه التهديد الإيراني من مناطق أخرى وليس فقط من اليمن.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن المؤسسة الأمنية أدركت أنه إذا لم ترد إسرائيل على انفجار المسيرة في تل أبيب، فإن ذلك سيشجع دول المحور الإيراني الأخرى في الشرق الأوسط.
وقال مصدر آخر للهيئة إنه “لم يكن في حساباتنا توجيه ضربة قوية للحوثيين فقط إنما توجيه رسالة لكل مكونات المحور الإيراني.”
إيران هي الراعي الرئيسي ومورد السلاح الوحيد للحوثيين، وعلى مدار أشهر شن الحوثيون مئات الهجمات على إسرائيل في إطار ما يعرف بـ “وحدة الساحات” والخطاب الحوثي الذي يربط هذه الأنشطة بدعم حركة حماس في غزة.
وعقب الهجوم بطائرة مسيرة حوثية على تل أبيب مساء الجمعة، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا قال فيه: “بغض النظر عن من يسحب الزناد، نحن نعرف من يقوم بتحميل البندقية.
وأضاف :”لن نسمح لإيران ووكلائها بترهيب مدنيينا. سنستمر في فعل كل ما بوسعنا لحماية إسرائيل”.
السلاح المستخدم
طائرات تزويد الوقود في سلاح الجو الإسرائيلي:
تستخدم إسرائيل طائرات تزويد الوقود في الجو من طراز بوينغ KC-707 “ساكت”. هذه الطائرات تمكن المقاتلات من تمديد مدى عملياتها عن طريق التزود بالوقود في الجو.
مقاتلات F-15I Ra’am:
هي النسخة الإسرائيلية من طائرة F-15E Strike Eagle، لديها مدى طيران يختلف بناءً على مهمة الطيران وحمولة الوقود. ويبلغ المدى القتالي حوالي 1,270 كيلومتر (790 ميل) مع حمولة كاملة من الأسلحة.
ومع قدرات التزود بالوقود جواً، تستطيع طائرات F-15I الإسرائيلية مضاعفة المدى والوصول إلى معظم دول الشرق الأوسط بما في ذلك إيران.
المصدر