تصاعد مخيف للانتهاكات في مناطق سيطرة الحــوثيين
(الامناء نت / متابعات)
صعَّدت الجماعة الحوثية من انتهاكاتها ضد اليمنيين في العاصمة المختطفة صنعاء وبقية المحافظات تحت سيطرتها، بالتزامن مع اعتراف الجماعة بتلقي مئات الشكاوى من تعسف عناصرها الأمنيين خلال شهر واحد.
وتؤكد مصادر حقوقية يمنية ازدياد الانتهاكات التي ارتكبها عناصر أمن حوثيون خلال الآونة الأخيرة، ضد السكان في مختلف المحافظات تحت سيطرة الجماعة الحوثية، حيث تنوعت الانتهاكات بين أعمال القتل والاعتداء والملاحقة والدهم والخطف ونهب الممتلكات ومصادرة الحقوق وفرض الجبايات.
واعترف التقرير الأمني الصادر عن الجماعة الحوثية بأن ما يسمى «جهاز المفتش العام» التابع لداخليتها في حكومة الانقلاب غير الشرعية تلقى خلال الشهر الماضي 719 شكوى تقدم بها السكان ضد عناصر ومشرفين أمنيين تابعين للجماعة.
وجاءت صنعاء في الترتيب الأول بواقع 105 شكاوى، تلتها محافظة ريف صنعاء بعدد 83 شكوى، ثم عمران في المرتبة الثالثة بواقع 82 شكوى، ومحافظة إب بعدد 51 شكوى، و43 شكوى في الحديدة، وصعدة (المعقل الرئيسي للجماعة) بنحو 42 شكوى، و39 شكوى في ذمار، بينما توزعت بقية شكاوى وتظلمات السكان على محافظات تعز، والبيضاء، والضالع، والمحويت وريمة والجوف.
وعلى عادتها في كل مرة زعمت الجماعة الحوثية أنها أحالت كثيراً من تلك الشكاوى إلى بعض جهاتها المختصة التي لم تسمها، بينما ألغت بعضاً منها بزعم أنها تندرج ضمن ما تسميه «الشكاوى الكيدية» المقدمة ضد عناصرها.
اختطاف وقتل
تصاعد الانتهاكات الحوثية في صنعاء، واكبه تعرض فتاة تدعى هدى محمد الزبيدي، قبل أيام للخطف والاعتداء والقتل بطريقة بشعة على أيدي مجهولين أثناء ذهابها صباحاً لتلقي التعليم في مدرستها الكائنة في منطقة باب السباح وسط المدينة.
وتحدث أحد المقربين من الفتاة الضحية لـ«الشرق الأوسط»، عن تقديمهم عدة بلاغات منذ وقوع الجريمة إلى أجهزة أمن الجماعة بصنعاء لمطالبتها بالتحرك لكشف ملابسات الحادثة ومعرفة الجناة والقبض عليهم، لكنها لم تحرك أي ساكن، مرجعاً أسباب عدم التحرك الحوثي إلى كون الفتاة الضحية تنتمي إلى فئة المهمشين (من ذوي البشرة السوداء) وهم من الفئات الأشد ضعفاً في اليمن.
وفي حين لا يستبعد السكان في صنعاء ضلوع أحد المشرفين الحوثيين وراء ارتكاب تلك الجريمة، رجح بعضهم أن تكون الفتاة المغدور بها قد رفضت الانصياع لأوامر العنصر الحوثي فاضطر حينها إلى التخلص منها بدافع الانتقام.
ومع استمرار عدم حصول الضحايا على الإنصاف، شكت سيدة في صنعاء عبر تسجيل مرئي من انتهاكات مستمرة تُمارس ضدها وأطفالها على أيدي أسرة تتبع مشرفاً حوثياً يدعى محمد المداني ينحدر من صعدة (المعقل الرئيسي للحوثيين)، مطالبة بالتدخل لوضع حد للتعسفات والانتهاكات بحقها وأسرتها.
وتتهم جماعة الحوثي منذ الانقلاب بتحويل المناطق تحت سيطرتها إلى مسرح للعبث والنهب والتدمير وممارسة الإجرام والانتهاك الممنهج ضد السكان.
وسبق أن وثقت سلسلة تقارير حقوقية يمنية وأخرى دولية آلافاً من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها جماعة الحوثي ضد المدنيين في مختلف المدن والمحافظات الخاضعة تحت سيطرتها، بما في ذلك أعمال القتل والخطف ونهب الممتلكات.