الوجه القبيح.. مشاعية القتل والنهب والدعس بأحذية القبيلي
-١-
قدموا النموذج الأقبح للوحدة حيث مشاعية القتل والنهب ، الإستعلاء والدوس بجزمة القبيلي درجة أولى، على المواطنة والحقوق ، فكرهت الناس الوحدة مطلق وحدة.
قدموا سلطة مركزية لليمن جرفّت كل شيء، بنت لها إمبراطورياتها المالية في الداخل والخارج، إعتمدت مبدأ صناعة الأزمات والإقتتالات المتتالية، ومن ثم الإثراء من حروب هي من صناعتها، وفرضت نفسها طبقة مخملية عاطلة عن العمل إلا من كرسي السلطة ، فكره البعض اليمننة، خلع جلد اليمن عن منظومة وعيه ، بحثاً عن أي شيء آخر يرتديه حتى وإن كانت كيانات ماقبل دولة الإستقلال ، ليس حباً في الأخيرة بل كرهاً في مخرجات الأولى.
-٢-
حين يلتفت هذا المواطن البسيط المجرد من كل حقوقه ، في الوظيفة والسلطة ، الثروة والقرار ،فيجد النُخبة التي تتحدث بإسمه تتاجر بوجعه تصرفه منح وهبات وسيولة مالية ، ويجد السلطة لسان حاله تشحت لصالح أرصدتها بمعاناته لدى المانحين ، وأطراف الحرب تتنازع على إقتسام دمه ، حينها علينا أن نتخفف ونحن نحاكم هذا المواطن الأعزل، أن نبحث له عما يخفف من إحباطاته وسوداوية نظرته، عن كفره -من واقع خيباته- بالحل الجمعي بإسم الوطن ، وإلتفافه بإستدارة كاملة نحو حل تكون فيه المنطقة عمود الخيمة ، الجدار الذي يحميه والسقف الذي يستظل به.
ومع ذلك يبقى الصواب تصحيح المفاهيم قدر المستطاع ، وإعادة الإعتبار لفكرة الإصطفاف على أساس التوافقات السياسية، لا صراع الهويات والمناطق ، وفي قلب المنظومة إحترام حق تقرير المصير كقانون وقيمة ومشترك لكل تقارب.
-٣-
أزمتنا ليس وعياً عاماً شعبوي التوجه، أزمتنا في جزء كبير وفاضح منه أزمة نُخب ، لم تعد تملك من شيء -بما في ذلك المصداقية- تقدمه للناس المتعبة المحبطة ،سوى الجملة الوطنية الثورجية الكذوبة الانتهازية الصاخبة ، وهو ضجيج كلام لا يوزع للمغبونيين عدلاً ولا يخبز للجياع أرغفة، ولا يمنح التائهين في لظى الحروب قارب خلاص.
*- خالد سلمان