أم وجيه امرأة اتقنت صناعة البخور اللحجي الأصيل

يعد البخور اللحجي جزء لا يتجزأ من الحضارة اللحجية فقد ارتبط بها منذ القدم ويعتبر البخور الحجي من أشهر أنواع البخور في اليمن ويحظى بشهرة واسعة بين الناس في العديد من المحافظات اليمنية والدول العربية ويتميز هذا النوع من البخور برائحته القوية والفواحة التي تستمر لفترة طويلة والتي تجعله محط اهتمام الكثيرين وتتميز صناعة البخور الحجي بأنها تعتمد على العمل اليدوي بشكل كامل ويتم تصنيع البخور بطرق تقليدية مثل التحريك اليدوي والتجفيف والطحن وتعتبر هذه الصناعة مصدراً هاماً للدخل في المحافظة حيث يعمل العديد من السكان في هذه الصناعة لتوفير لقمة العيش لأنفسهم ولعائلاتهم سونيا عبدالباري عبدالله المشهورة بأم وجيه واحدة من النساء العاملات في طباخة البخور اللحجي الذي تتجاوز خبرتها في طباخة 23 عام وصارت منتجاتها تحظى بقبول واسع في المجتمع المحلي والخارجي لجوتها وثبوت روائحها.

*طريقة الاستخدام*

 تقول سوينا عبدالباري عبد الله المشهورة “بأم وجيه” ان البخور اللحجي يتكون من العود الجيد الذي يتم تعتيقه بالعطر ثم يضاف له الظفر وحبيبات العفص ويضاف العطور ذات الروائح الجيدة ثم يضاف اليه كيلو سكر ثم يغمر بالماء ويضاف له القواعد الاساسية وهي المسك والعنبر وورد الشاي والورد الاسطنبولي ومسك الالماني ثم يتم تجهيز الخليط على نار هادئة و يضاف له المكونات وهي العود المعتق والظفر والعطور ذات الروائح الجيدة منتجه ويتم تقسيمه إلى قطع صغيرة بداخل قوالب معدنية أو بلاستيكية تحت الهواء مغطاة بغلاف القصدير حتى تتحول إلى مادة صلبة جاهزة للبيع والاستخدام والتي يتم وضعها على الفحم الملتهب في أواني فخارية تسمى (مباخر) لينبعث منها دخان يضفي للمكان رائحة عطرية جميلة وتتم عملية تحضير و طباخة البخور بطرق مختلفة ومقادير تختلف حسب النوع وكمية الطلب ولكل طريقته في الصناعة ولكل طريقته الخاصة في الطباخة التي من خلال خبرته في طباخة وصناعة البخور تكون جودة .

*استخدامات البخور*

تقول “أم وجيه” ان هناك استخدامات كثيرة ويستخدم عادة في المناسبات الدينية والاجتماعية، ويعد رمزاً للتراث اللحجي واليمني بشكل عام ويتميز البخور الحجي ويتطلب إنتاج البخور الحجي مهارة وخبرة كبيرة حيث يتم جمع العود وتجفيفه و طحنه وخلطه بالعطور الطبيعية للحصول على الرائحة المميزة للبخور ويتميز إنتاج البخور الحجي بأنه يتم بطرق تقليدية يدوية، مما يجعله منتجاً فاخراً وثميناً وهناك عدة أنواع من البخور الذي نتتجه أم وجيه مثل البخور اللحجي والبخور السلطاني الملبس والبخور الملكي والبخور العدني والبخور الفرنسي والبخور الرجالي والعديد من أنواع البخور المختلفة.

*مصدر دخل أمن*

تقول سونيا عبد الجبار بأنه يمكن أن تكون مهنة طبخ البخور مصدر دخل جيد حيث يعتمد على جودة البخور وعلى مهارات الشخص في تحضيره وعلى خبرته في هذا المجال وتسويقه لمنتجه بطرق صحيحة ومدروسة وكذلك يمكن لجودة البخور واتقان عملية انتاج البخور ان تنعكس إيجابا على الشخص المنتج من خلال كثرت الطلب والمزيد من العملاء.

*جودة وأصالة*

ميرفت محمد يحيي تقول ان البخور اللحجي من أجود أنواع البخور الذي يتميز بالرأحة الطيبة ويدوم لفترات طويلة وخصوصا بخور أم وجيه استعمله بشكل متواصل لجودته ودوامه على الملابس وتقول ميرفت ان من أهم ما يميز البخور اللجي الذي تطبخه ام وجيه هو الضمانة التي تتحدث بها ام وجيه مع زبائنها وهو اذا لم يستمر اي منتج من منتجاتها فوق الثياب حتى بعد الغسل فانه بإمكان الزبون ان يعيد المنتج ولو بعد فترة زمنية طويلة ولهذا السبب اشتهرت سونيا عبدالباري واشتهر بخورها وصار منتجها يطلب من اكثر من دولة سواء في الدول العربية او الأوربية والصين وصارت منتجاتها تجول حول العالم وتحمل معها حضارة وتاريخ محافظة لحج واليمن بشكل عام.

يمتلك البخور اللحجي جودة وأصالة عالية ويحظى بشهرة كبيرة محليا وعربيا ويبقى من أفضل أنواع البخور المتاحة في الأسواق ويعتبر مصدر رزق للعديد من العائلات في المناطق المنتجة له وبالرغم من التحديات التي تواجه صناعة البخور في الوقت الراهن، إلا أنها لا تزال تحتفظ بمكانتها كمورد مهم للدخل والعيش للعديد من الناس في محافظة لحج واليمن بشكل عام.

ولذلك، فإن البخور اللحجي يمثل مورداً مهماً للاقتصاد اليمني، ويمكن الاعتماد عليه كمصدر دخل أمن، مع الحرص على تحسين جودته ومواكبة التحديات التي تواجه طباخة البخور.