اخبار محليةالأمناء نت

تقرير خاص لـ"الأمناء" : أهالي حوطة لحج والفوضى العشوائية لمواجهة أعباء العيش وتوفير احتياجات الأسر

تقرير خاص لـ”الأمناء” : أهالي حوطة لحج والفوضى العشوائية لمواجهة أعباء العيش وتوفير احتياجات الأسر

(الأمناء/ تقرير/ عبدالقوي العزيبي:)

المواطن الفقيه: معاشي التقاعدي (36 ألف ريال) لا يلبي احتياج الأسرة ليوم من الشهر

المواطنة حمامة: أمتهن بيع الليمون منذ عهد الرئيس قحطان الشعبي والحمد لله

اقتصاديون لـ”الأمناء”: السلطة عاجزة عن إنشاء سوق شعبي رغم نمو الإيرادات المالية

مطالب شعبية بتحويل مبنى الأمن بالمدينة إلى فرزة مركزية وسوق شعبي

 

يحلم مواطنو الحوطة بتحول مدينتهم إلى مدينة فاضلة، أسوة بما كان يحلم به الفيلسوف أفلاطون بوجود مدينة فاضلة يحكمها الفلاسفة، ظناً منه أن حكم الفلاسفة سيجعل كل شيء فيها معيارياً لتحقيق المدينة الفاضلة، وفي محافظة لحج تحولت الحوطة، المدينة الحضارية التاريخية، إلى شبه قرية، والآن الناس عامة لا يريدون مدينة فاضلة بقدر حصولهم على لقمة العيش بحياة فاضلة، وبعد أن غزا ارتفاع الأسعار المتصاعد جنونياً حياتهم  وما قد ترتب عنه من أثر سلبي على الأسرة في ظل معاشات ومرتبات زهيدة، وكل هذا يحدث لعدم وجود حكومة عادلة أو رشيدة تعتني بمصالح الرعية.

وتشهد الحوطة معركة البقاء والحياة الكريمة، ولهذا نشاهد زيادة السيطرة على معظم مساحة الرصيف بشارعي المدينة عاصمة المحافظة من قبل بعض المواطنين من متقاعدين ومتجولين ونازحين وشباب، لغرض بيع مختلف أنواع المواد لتوفير مصدر دخل للأسرة لما يشهده الوطن من تدهور اقتصادي كبير وارتفاع في قيمة المواد الشرائية لمختلف متطلبات الأسرة اليومية، وهذه الظاهرة تعرف بالانتصاب الفوضوي أو العشوائي، والزائر لمدينة حوطة القمندان سوف يشاهد وضعاً مختلفاً في شارع المدينة الأمامي والخلفي من خلال الهيمنة عليهما بالافتراش بعملية البيع والشراء وصولاً في بعض الأماكن إلى افتراش جزء من بطن الطريق الأسفلتي، وحقيقة فإن المشهد مزرٍ وعجزت أمامه السلطة المحلية بوضع حلول ومعالجات له؛ لعجزها الفكري ولوجود بؤر الفساد، ونظراً لحاجة الأسر إلى مصدر دخل يومي لوجود معاشات تقاعدية أو مرتبات غير كافية أو وظائف للشباب، ولهذا نجد الشارع يشهد معركة الكفاح الاقتصادي من أجل البقاء والحياة، ولقد تجولت “الأمناء” في الشارع وشاهدنا حالات إنسانية تعاني أوضاعا أسرية صعبة وقاسية جداً، البعض تحدث لـ”الأمناء” – رافضا ذكر اسمه – أن الوضع الاقتصادي المتدهور يومياً دفع بهؤلاء الناس إلى الخروج من منازلهم وافتراش الرصيف لبيع مختلف أنواع المواد لتوفير مصدر دخل يومي للأسرة، حيث لا توجد لهم آذاناً صاغية لمساندتهم ولو بشكل بسيط، سواء من السلطة المحلية أو المنظمات المحلية والدولية وكذا من الجمعيات الخيرية لتلبية بعض حاجياتهم اليومية وعدم الخروج إلى الشارع لممارسة البيع والشراء فيه.

 

الفقيه أنموذجاً

الوالد محمد عبدالقادر الفقيه، عمره تقريباً 70 عامًا، من مواطني الحوطة، متقاعد، كان يعمل في مؤسسة النقل البري، اليوم يعمل من أجل كسب قوت يومه من خلال بسطة صغيرة تقع على الرصيف بشارع فرعي بمدينة الحوطة، فهو متقاعد بمعاش زهيد شهري يبلغ 36 ألف ريال، والذي ربما لا يلبي احتياج أسرته ليوم واحد، مبيناً لـ”الأمناء” أن العمل أياً كان ليس عيباً فهو كان من سابق يقضي وقت فراغه في بيع الخردوات للسيارات ومع شهر رمضان قام “الفقيه” على إدخال بيع نوعية جديدة من الحلويات يعرف بـ “المشبك” وبعد مدة أضاف إليه بيع “الكعك والقرمش” من أجل الكسب الحلال، وأشار إلى وجود العديد من المتقاعدين بمعاشات زهيدة يعملون بالسوق في البسطات المتنوعة لكسب الرزق الطيب لتوفير مستلزمات الحياة اليومية للأسرة، وأضاف الفقيه على أنه قادر أن يتوسع في بيع الحلويات لتلبية احتياج الناس إلا أنه بحاجة إلى رأس مال لإقامة مشروعه لتنفيذ جميع طلبات الزبائن، ولرفع سقف دخله اليومي ولمواكبة متطلبات الحياة اليومية، وإنما وضعه المالي عائق أمامه.

 

من أيام قحطان

وفي زاوية أخرى من شارع الحوطة تجلس المواطنة “حمامة حيدر حسن ” ذات الوجه البشوش على بسطة صغيرة لبيع الليمون الحامض وبعض الخضروات كمصدر دخل للأسرة لتوفير متطلباتها اليومية، وهي تمارس هذا العمل منذ عهد الرئيس قحطان الشعبي، وتقول: “أنا مرتاحة بتوفير لقمة العيش الحلال، ونحمد ونشكر الله على العافية والرزق الحلال”. بينما (حمامة) لا تستلم أي مصدر دخل مالي من أي جهة لا حكومية ولا أهلية، وأضافت عن إعانة البصمة والتي كانت تستلمها لفترة قصيرة وقطعوها عنها، مشيرة إلى عدم تعاون السلطات المتعاقبة بلحج منذ عهد “قحطان” وإلى اليوم بمساعدتها مالياً كمصدر دخل ثابت تعتمد علية في حياتها اليومية، ومقتنعة بعملها وتقول الحمد لله على العافية.

 

استحداث سوق شعبي

يرى بعض رواد الاقتصاد بلحج بوجود إمكانية تنظيم عمل هؤلاء البائعين بقيام السلطة المحلية على استحداث مبنى سوق شعبي للبيع والشراء وكما هو متواجد في مدينة الشيخ عثمان شمال مسجد النور، بتخصيص أرضيه لإقامة هذا المشروع في مدينة الحوطة بهدف التخفيف من الضغوطات اليومية التي يتعرض لها الشارع العام بسبب زيادة وازدحام البسطات فيه وعلى الرصيف، وأضافوا يلاحظ أن السلطة لا تضع خطط مستقبلية للنهوض بالمدينة والرقي بمستوى الخدمات فيها بصورة منظمة وحضارية، وإنما السلطة مكتفية باستلام المبالغ المالية دون أي أثر ملموس باستحداث الأسواق الشعبية لتنظيم عملية البيع والشراء بداخلها ونظراً لعدم وجود اسواق شعبية حدث غزو شعبي في الشارع وحدوث الاختناق الواسع.

 

مبنى الأمن

وأشار اقتصاديون إلى إمكانية قيام السلطة بإعادة الإعمار لمبنى شرطة المحافظة وتحويله إلى سوق شعبي، حديث ونقل جزء من الباعة إلى هذا السوق على اعتبار أن موقعه مناسب وحال حدوث ذلك، سوف يخفف السوق من الضغوطات على الشارع العام، وأضافوا: “بعهد المحافظ الخبجي وجدت دراسة سليمة بتحويل مساحة المبنى إلى فرزة مركزية مع سوق شعبي”.

 

الرزق المر

 صور كثيرة لبائعي البسطات على الرصيف العام من خضروات وفواكه وملابس ومستلزمات منزلية وملابس وفل وتوابعه وحلويات ومواد غذائية وأسماك وغيرها بهدف الحصول على رزق يسير، إلا أن هذا الرزق مرٌ، فالبعض منهم يتواجد في الصباح والبعض الآخر في المساء لكي يساعدوا أسرهم على ديمومة الحياة، في ظل وضع اقتصادي هش وسيئ إلى أبعد حد لم يشهده عامة الناس من سابق، نظراً لما يشهده الوطن من حرب تجاوزت العام الثامن بسنوات عجاف جداً ادخلت السواد الأعظم من الناس بدائرة الفقر مع فقدان إعادة الأمل من قبل الحكومة والتحالف بحياة فاضلة بعزة وكرامة في وطن أفضل.



المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى