متقاعدة : الديون تتراكم على رؤسنا وقرار العليمي اعادنا للدوامة
استوقفتني إمراة وانا في طريقي من حي عمر المختار لسوق مدينتي بالشيخ عثمان في طريقي المعتاد مشيا على الاقدام نادت علي إمراة مظهرها يدل على أنها عائلة مستورة الحال لتسألني وماذا بعد يا هشام .. أدهشني إنها تعرف إسمي ..قلت لها ماذا بعد عن ماذا.
قالت : وضعنا كمتقاعدات اجبرنا على الخروج قسرا من وظائفنا بمعاش لايكاد يفي حاجتنا..استبشرنا خيرا بقرار العليمي ولكن وجدنا أنفسنا نعود لنفس الدوامة من التلاعب بقضيتنا ..معاشي لايتجاوز خمسة وثلاثين الف ريال لايكاد يكفي اسبوع واحد من إستلامه اصبحنا نقلب أيدينا بين الخياطة وصناعة البخور والدلالة وكل هذه صارت لا تسد رمقا بعد ان ضعفت الطلبات عليها حتى الدلاله صارت عبر الانترنيت . المدارس تقترب من فتح ابوابها ولا نستطيع شراء اللوازم المدرسية فلا زالت ملابس العيد تخنق تلابيب اعناقنا بتسديد اقساطها صارت ديون تتراكم فوق رؤوسنا ..
ألجمتني بكلامها فلم استطع ان اوعدها بشئ غير ان اخرج مابحوزتي من ثمن الشراء للصيد والخضارة فامتنعت. لكني أصريت وبعد الحاح مني قبلتها مع وعدي لها بتسليمها الزي المدرسي ولوازمه عند استلامي للحقيبة المدرسية .
هذه مجرد حالة واحدة من العديد من الحالات التي نعايشها يوميا في واقعنا من خلال حياة المتقاعد المدني او العسكري وحتى الموظف بل لقد أختفى ممن كان يتشدق بإسم المتقاعد او الموظف والعامل بعد ان ضمن وضعه ومنصبه ومكانته وتحول ليطعن مطالبنا ويتكالب مع بعض الإنتهازيين وهم لا يدركون ان المتقاعد المدني بجمعيته الجمعية العامة للمتقاعدين المدنيين الجنوبيين [ عسل صافي لمن أراد ودنا… وسم قاتل لمن أراد كسرنا]
إن الجمود في المكان لن يحقق شيئا من مطالبنا الحقوقية لهذا نتحرك في كل الإتجاهات ولا نبالي بتلك الاصوات او المواقف التي تحاول ان تعيق طريقنا لأننا نؤمن أن “قوة الحق تفرد جناحيها لمن يستحقها.. والانتهازية تفرد جناحيها لكل جبان”.
هشام عبده سعيد الصوفي
رئيس الجمعية العامة للمتقاعدين المدنيين الجنوبيين.
14 أغسطس 2023م