المقالات

غروند برغ صمت دهراً .. ونطق خيراً !!

لن نتحدث هنا عن الخبث الذي مارسته الأمم المتحدة وتحديداً إبان حرب صيف 1994م الظالمة عندما ارسلت مبعوثها الخاص الى اليمن حينها الأخضر الإبراهيمي الذي لعب لعبته القذرة ضد الجنوب بمباركة الأمم المتحدة ،ومجلس الأمن الدولي، الذي أصدر قرارين لإيقاف اطلاق النار وان عدن خط أحمر ولم ينفذ قراراته التي اصدرها بشأن الجنوب الى يومنا هذا ،واتضح في الأخير للجنوبيين لاسيما بعد ان اجتاحت قوات العربية اليمنية الجنوب اللعبة الخبيثة التي مارستها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تجاه دولة الجنوب بانحيازهم للطرف الآخر .

وفي عام 2011 م ارسل الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثه لليمن جمال بن عمر للجلوس مع كل الأطراف بما فيها القوى الجنوبية حاملت المشروع الجنوبي حينها المتمثل بالقضية الجنوبية ،لكن بن عمر كسلفه تجاهل القضية الجنوبية ،ولم يعر لها اي اهتمام لا من قريب ولا من بعيد وظل خلال اربع سنوات في جولات مكوكية بين صنعاء وعدن وغيرها من الدولة العربية والأجنبية دون ان يعطي للقضية الجنوبية اي أهمية حقيقية ،واتضح لنا في الأخير أنه غير مبال بقضيتنا ولا بالدماء التي كانت تسفك في شوارع عدن والضالع وابين وشبوة والمهرة وحضرموت وسقطرى برصاص قوات الإحتلال اليمني ،وهو قابع في صنعاء يتلذذ بالوجبات الغذائية الصنعانية التي كانت تقدم له مثل بنت الصحن والسلته والعصيد وغيرها ،ولم يعطي اي اهتمام للقضية الجنوبية .

ومايقوم به غروندبرغ مبعوث الامين العام للأمم المتحدة نفس الموال الذي سار عليه أسلافه من قبله في تعاطيه مع قضية شعب الجنوب رغم اعلانهم عن الهدنة الأخيرة الا ان المليشيات لم تلتزم بها فهي مستمرة في ارسال صواريخها ومسيراتها الى مناطق الجنوب ،وغروند برغ يتفرج ،ليس هذا فحسب بل ان هناك مباحثات تجري برعاية دولية من تحت الطاولة ،والجنوب غير حاضر بل تم استبعاده بقصد عنها مايجري تحت الطاولة وخلف الكواليس وحسبما يقال : ان المليشيات هي من اشترطت استبعاد الجنوب وتحديداً المجلس الإنتفالي الجنوبي الذي بات شريكاً في مجلس القيادة الرئاسي حكومة المناصفة ،لكنهم يريدون طبخ الطبخة بعيداً عن المجلس الإنتقالي وباشراف مباشر من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غروند برغ الذي يتجاهل عن قصد الواقع الموجود على الأرض ويحاول البحث عن حلول منقوصة مع الأطراف اليمنية المنزعجة من الإنتقالي الجنوبي الذي أربك حساباتهم ،ولن يستطيعوا فعل اي شي بعداً عن الإنتقالي .

المجلس الانتقالي عندما شعر بخطورة الموقف ومايحاك ضده وقضية الجنوب وان هناك مؤامرة خبيثة طبخت في مسقط وتم الاتفاق عليها في صنعاء بإعطاء المليشيات الحوثية نسبة 80%من ثروة الجنوب ومباركة غروند برغ ،عقدت هيئة رئاسة الانتقالي اجتماعاً استثنائي وقالت ان ثروة الجنوب حق سيادي وخط احمر لايمكن التنازل عنه مهما كانت التحديات ،كانت رسالة واضحة وقوية للإقليم والعالم الذي يريد تمرير لعبته القذرة على حساب شعبنا المكافح ،هم فهموا فحوى الرسالة القوية التي أرسلها لهم المجلس الإنتقالي، والذي خبط حساباتهم ،وعلى ضوء ذلك عاد للتو غريند برغ مهرولاً الى عاصمة الجنوب عدن للقاء الرئيس الزبيدي الذي خاطبه فيها بلهجة تختلف عن سابقاتها وقال له بالحرب الواحد لن نتتازل عن حقنا أبداً ،يبدو انه فهم الحقيقة التي صمت عنها دهراً ونطق خيرا !! بعد لقاءه المطول في عدن من الرئيس أبو قاسم الذي حط النقاط على الحروف له ،ولأول مرة ينطق غروند برغ بالحقيقة ويعترف بلسانه أن قضية الجنوب هي قائمة منذ عقود ،ومن الضرورة حضورها فب اي تسوية قادمة ،نحن نقول له ولأمثاله قضيتتا منذ أكثر من ثلاثين عام قائمة ولن نتخلى عنها ماحيينا قط حتى ننتصر ونستعيد دولتنا المسلوبة .

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى