5.4 مليون يمني يعانون حجب المساعدات الإغاثية
(الامناء نت / متابعات)
تصر جماعة الحوثي على وضع قيود وعوائق تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين المحتاجين من اليمنيين، وهو ما فاقم من حدة الأزمات التي يعيشها سكان العديد من المناطق، وسط تحذيرات أممية من استمرار العوائق والقيود التي تفرضها الجماعة أمام وصول المساعدات.
وكشفت تقارير لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن أن الأزمة لا تزال تطحن أكثر من 19 مليون يمني من أصل 30 مليوناً، مع تأثر نحو 5.4 مليون يمني بالقيود التي تشكل التحدي الأكبر للعمل الإنساني، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأوضح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني، عيدروس باحشوان، أن حصار الحوثي لحركة المساعدات الإغاثية والإنسانية يضاعف من معاناة المحتاجين الذين يفتك بهم الجوع والمرض، ويتحمل المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة تستدعي إلزام الجماعة بوصول الإغاثات، وفك القيود، واحترام المواثيق الدولية المنظمة للعمل الإنساني.
وذكر باحشوان، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن جماعة الحوثي تصر على هذا التعنت في وضع القيود والعوائق التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية في المناطق والمحافظات اليمنية، من خلال ما يسمى بـ «مجلس الشؤون الإنسانية»، وتتمثل القيود، بحسب التقارير الأممية، في الاعتبارات الأمنية المتعلقة بالنزاع المسلح، والبيروقراطية والجغرافيا، وضعف البنية التحتية.
وفي أغسطس الماضي، شدد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد غريسلي، على ضرورة ضمان حماية العاملين في المجال الإنساني، ورفع القيود التي تحرم المتضررين من المساعدات التي هم في أمسّ الحاجة إليها، وطالب بسرعة الإفراج عن الموظفين الأمميين المحتجزين لدى الحوثي منذ نحو عامين.
وأدانت الأمم المتحدة ممارسات الحوثي التي تحدّ من تحركات العاملين في المجال الإنساني، ما تسبب في إعاقة وصول المساعدات إلى المحتاجين، عقب صدور تعميم من قبل ما يُعرف بـ«المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية» التابع للجماعة والذي يشترط حصول العاملين اليمنيين في مجال الإغاثة، على تصريح سفر قبل المشاركة في أي فعاليات في الخارج، وتم تطبيق نفس الشرط على السفر من صنعاء إلى عدن.
بدوره، شدد المحلل السياسي اليمني، صالح أبوعوذل، على خطورة الممارسات الحوثية التي تحجب المساعدات الإنسانية عن الملايين من أبناء الشعب اليمني، وهو ما يأتي في إطار سياسة الجماعة لتحقيق مكاسب سياسية عبر استغلال الملف الإنساني، وتحويله إلى أداة ابتزاز.
وقال أبوعوذل في تصريح لـ«الاتحاد»، إن جماعة الحوثي قبل أن تطلق معركة السيطرة على اليمن كانت تعتقد أنها من خلال ابتزاز دول الإقليم ستحصل على مساعدات وهبات مالية من أجل توسيع نطاق نفوذها ومشروعها، لكنها خسرت معركة الجنوب بفعل الرفض الواضح لها والمقاومة الشديدة؛ لذلك تريد الهروب إلى الأمام بالمشاكل والأزمات الإنسانية.