ما دلالات استهداف تنظيم القاعدة في اليمن للموظفين الأجانب ؟
أعلن تنظيم القاعدة في اليمن عن اختطافه لعدد من الموظفين الأمميين العاملين في اليمن وقد كان من بينهم موظف اجنبي؛ حينها بدا هذا السلوك صادما فهو يتعارض مع السياسة للتنظيم، ويمثل سابقة في تاريخ الفرع اليمني
لكن مع الوقت اتضح أن ظاهرة استهداف الأجانب لم تكن مجرد استثناء، كما أنها لم تقتصر على الاختطاف بل تعدت ذلك الى تنفيذ عمليات اغتيال وتحويل التنظيم لعصابة من قطاع الطرق
وفي شهر أغسطس الماضي تعرض موظفان اجنبيان يتبعان منظمة أطباء بلا حدود الى الاختطاف شرقي البلاد، ورغم أن تنظيم القاعدة لم يكن المسؤول المباشر عن العملية إلا أنه استطاع لاحقا ان يحتفظ بالمخطوفين في حوزته عبر صفقة مبهمة لم يعرف تفاصيلها حتى الآن
ولا يبدو أن سلوك التنظيم سوف يتوقف عند هذا الحد، فقد أفادت مصادر جهادية وامنية بان تنظيم القاعدة اخبر قيادته عن سياسته الجديدة التي تنوي استهداف المنظمات الأجنبية وموظفيها ورموزها داخل المناطق اليمنية المحررة التابعة للحكومة الشرعية
وقد دفعت هذه التطورات بعض المراقبين الى الاعتقاد بان سلوك القاعدة يحمل دلالتين مهمتين: أولا مرورها بأزمة مالية خانقة جعلتها تتخلى عن الكود الأخلاقي الذي تتبناه ، وتقبل القيام بأعمال ذات طابع مافيوي على غرار ما حدث للحركات المسلحة المتطرفة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وعلى غرار ما يقوم به داعش و حزب الله، ورغم وجاهة هذا الاستنتاج إلا أنه يظل قاصرا وحده عن تفسير هذه الظاهرة الجديدة المتمثلة باستهداف الأجانب
أما الدلالة الثانية فتمثلت باعتقاد البعض أن نشاط القاعدة الأخير انما يشر الى قدرة التنظيم على استعاد عافيته وتماسكه ، وتحصل على قدرات تنظيمية وتسليحية تمكنه من انتهاج سياسة هجومية نوعية
وقد يبدو هذا الاستنتاج منطقيا على المستوى النظري إلا أن واقع الحال يقول عكس ذلك تماما؛ ويمكن وصف سلوك التنظيم بالهروب الى الأمام ذلك أن استهداف الأجانب العاملين في اليمن عكس ديناميكيات التآكل الذاتي في التنظيم، كما أنه جاء بنتائج عكسية فجرت أكثر تناقضاته الكامنة