الفن اليمني وثلاث قفزات فاشلة
_القفزة الاولى سعت إلى مجاراة والتاثر بالفن المصري في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، الامر الذي انتج روزنامة اغاني بموسيقى وموال مصريين عرفت بما يسمى “الاغنية العدنية”، وربما ان مصير هذه الاضافة الفنية يحاكي إلى حد بعيد مصير فيلم “حبي في القاهرة”.
_ القفزة الثانية هي التي خرجت من عباءة اناشيد الاطفال لقنوات طيور الجنة وغيرها. الامر الذي دفع الطفلة ماريا قحطان إلى إنتاج اغنية وطنية بطابع الغناء الشامي.
_ القفزة الثالثة هي التي يجريها الموسيقار الشاب محمد القحوم باتجاه العالمية، إذ يحاول الاخير ان يضع التراث الحضرمي والجنوبي واليمني في مصاف السيمفونيات ، الامر الذي اخرج التراث الشرقي إلى العراء فبدى وكأنه موسيقى مجتزاة من افلام الكرتون العالمية.
التجربة الوحيدة الرائدة في مجال الفن الحضرمي واليمني هي تجربة الاسطورة ابوبكر سالم بلفقيه، فالاخير احدث نقلة نوعية للتراث الغنائي الحضرمي واليمني معا، وهو ايضا استطاع ان يفعل ذلك بطريقة محافظة لم تنل من الموروث القديم او تحوله إلى مسخ فني. وعندما سئل الراحل بلفقيه لماذا لم تؤدي الاغنية المصرية وانت صاحب الحنجرة الذهبية وصاحب اعلى صوت عربي والثالث عالميا، قال إن هذا اللون الغنائي ليس لوني وليس بمقدوري إن اؤديه بإتقان. . ثم إن ابوبكر لا يميل إلى هذا النوع من الانسلاخ الفني عن بيئته وتراثه.
ملاحظة:
يذكر ان الموسيقار احمد بن غودل انتج عملا فنيا نسخة طبق الاصل من إحدى المقدمات الموسيقية لاحد المسلسلات المصرية.