تحذيرات دولية جراء تزايد اعداد النازحين في اليمن
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أمس، نزوح أكثر من 4700 أسرة يمنية منذ مطلع العام الجاري 2023. وذكرت المنظمة الأممية، أن وحدة تتبع النزوح التابعة لها رصدت نزوح 4 آلاف و716 أسرة في اليمن منذ بداية يناير حتى 14 أكتوبر العام الجاري. وأضافت أن هذه الأسر النازحة يبلغ عدد أفرادها 28 ألفاً و296 شخصاً نزحوا مرة واحدة على الأقل.
وأشارت إلى أن أكثر المحافظات التي شهدت حالات النزوح، هي الحديدة وتعز ومأرب.
ووسط مخاوف متصاعدة من استمرار تردي الوضع الإنساني في اليمن، رغم ما يبدو من هدوء نسبي يسود الأوضاع الميدانية على الأرض منذ نحو عامٍ ونصف العام، تتزايد التحذيرات الدولية، من خطورة تجاهل ما يعانيه اليمنيون من مشكلات صحية جسيمة، لا تقتصر على تلك التي تهدد حياتهم بشكل مباشر فحسب.
وتشير التقارير إلى معاناة عدد كبير من اليمنيين من أزمات نفسية خطيرة، جراء ما مروا به من أهوال، منذ انقلاب جماعة الحوثي على الحكومة الشرعية في صنعاء، في خريف عام 2014.
ووفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية، يواجه الملايين من اليمنيين هذه الأزمات والمشكلات، جراء الصدمات النفسية والضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تتفاقم بفعل إطالة «الحوثيين» أمد الصراع، مع ما يعانيه القطاع الصحي في البلاد من دمار، أدى إلى تقليص قدرته على تقديم الحد الأدنى من خدماته.
وقال مسؤولو المنظمة التابعة للأمم المتحدة، إن تركيز الجهات المسؤولة عن الصحة في اليمن، على توفير الخدمات لمن يواجهون مخاطر يمكن أن تقود بشكل مباشر إلى الوفاة، أدى على مدار السنوات الماضية، إلى عدم إيلاء الاهتمام الكافي للأشخاص الذين يعانون مشكلات ترتبط بالصحة النفسية والعقلية.
وبحسب هؤلاء المسؤولين، تفاقمت احتياجات اليمنيين للحصول على دعم نفسي، في ظل ما ينجم عن الصراع الحالي من تصاعد لأعمال العنف الحوثي، وإجبار كثيرين منهم على النزوح، فضلاً عن معاناة نسبة لا يُستهان بها منهم، البطالة والجوع والفقر، لا سيما وسط تأكيدات برنامج الأغذية العالمي، على أن ما يزيد على أربعة ملايين يمني، سيُحرمون من مساعداته خلال الربع الأخير من العام الجاري، بسبب نقص التمويل.
كما أن الحكومة اليمنية، أكدت قبل بضعة أشهر، أن نسبة الفقر ارتفعت في البلاد، لتصل إلى نحو 80%، من جراء انكماش الاقتصاد الوطني، بنسبة بلغت ما يقرب من 50%، وهو ما أفضى بالتبعية، إلى وصول معدلات البطالة إلى قرابة 70% من إجمالي القوى العاملة.
وأفادت تقديرات دولية بأن نحو سبعة ملايين شخص في اليمن، قالوا خلال العام الحالي وحده إنهم بحاجة إلى الدعم والعلاج لمواجهة مشكلات الصحة النفسية والعقلية، وإن ما لا يزيد على مئة وعشرين ألفاً من هؤلاء، هم من يتمكنون من الحصول على الخدمات الصحية اللازمة لهم على هذا الصعيد، من دون انقطاع.
ونقل موقعريليف ويب الإلكتروني التابع للأمم المتحدة، عن الدكتور أرتورو بيسيغان، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن قوله، إن النظام الصحي هناك، يكافح حتى من قبل اندلاع الصراع الحالي، من أجل جعل خدمات الصحة النفسية والعقلية جزءاً من منظومته.
وسبق أن كشفت دراسة أُجريت بشأن أوضاع الصحة النفسية والعقلية في اليمن، وشملت قرابة 42% من سكانه، عن أن 45% من هؤلاء، يعانون ما يُعرف بـ «اضطراب ما بعد الصدمة»، وأن 27% منهم مصابون بالاكتئاب، بينما يعاني 25% آخرون، القلق المرضي الناجم عن استمرار الصراع الذي لا توجد أي مؤشرات في الأفق، على إمكانية إيجاد تسوية نهائية له.