“النطاط المهاجر” ينذر بكارثة زراعية في اليمن
ظهرت أسراب من الجراد الصحراوي في أجواء العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات صعدة ومأرب وأجزاء من الجوف وحضرموت وشبوة والحديدة، حيث شهدت منذ الجمعة الماضي اجتياح أسراب الجراد لأراضيها الزراعية وخلفت أضرارا فيها.
سكان محليون في محافظة صنعاء الخاضعة للحوثيين قالوا إنهم شاهدوا انتشارا كثيفا لأسراب من الجراد الصحراوي في عدد من مناطق العاصمة صنعاء.
وأضاف السكان أن أسراب الجراد اجتاحت عددا من الحقول الزراعية في مديرية بني حشيش موطن العنب اليمني والمديريات المجاورة لها، وحقول زراعية أخرى وسط مخاوف الزارعين على محاصيلهم.
مناطق الظهور
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو”، في بيان لها مطلع يوليو/تموز الجاري، إنه تم الإبلاغ عن ظهور الجراد الصحراوي الناضج وغير الناضج المعزول في المناطق المتوسطة من اليمن.
وشوهد في يونيو/حزيران، عدد قليل من مجموعات الجراد الصحراوي البالغة الناضجة المعزولة والمتناثرة بالقرب من منطقة الحزم في الجوف ومأرب وفي المرتفعات شرق صنعاء وشمال ساحل البحر الأحمر بالقرب من سوق عبس بالحديدة غربي اليمن.
المنظمة الأممية أكدت أن “هناك إمكانية للتكاثر الانفرادي للجراد الصحراوي في أجزاء من مأرب وعتق بشبوة وصولاً إلى حضرموت”.
وكان عدد من الناشطين اليمنيين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا فيديوهات وصور تظهر اجتياح الجراد لمساحات كبيرة في محافظتي صعدة وصنعاء.
وتمثل أسراب الجراد كارثة على المحاصيل الزراعية، حيث إن طنا واحدا فقط من الجراد الصحراوي يمكنه أن يلتهم في اليوم الواحد الطعام الذي يكفي لإشباع 2000 إنسان من المحاصيل الزراعية.
ويشكو المواطنون في صنعاء من إهمال مليشيات الحوثي مكافحة آفة الجراد، وسط غياب أي دور للمليشيات للحد من تبعات انتشار الجراد وسبل حماية المحاصيل منه.
نوع الجراد المنتشر
وعلى مدار عامين، أتلف الجراد الصحراوي محاصيل الحبوب والأعلاف والخضروات وبعض أشجار الفاكهة في حوالي 6 محافظات يمنية، مما أثر على سبل عيش الملايين من السكان، ومئات الآلاف من الفلاحين ومربيّ الماشية، وصغار المزارعين اليمنيين.
والجراد الصحراوي المنتشر في بعض المحافظات هو نوع من الجراد النطاط المهاجر. وتعيش الجرادة الواحدة منه بين 90 و150 يوماً.
وتمر دائرة حياة الجراد النطاط بـ3 مراحل: الأولى تكون فيها بيضة، وفي الثانية تتحول إلى حورية، والثالثة بعد البلوغ والنضج تصبح حشرة كاملة، وهذه المراحل الثلاث لا تستغرق سوى 3 أسابيع فقط.
ويعد اليمن بحسب منظمة “فاو” أحد المناطق الرئيسية لتكاثر الجراد الصحراوي، حيث تتكاثر فيه الأسراب في عدة مواقع على مدار العام، ثم تنتشر في جميع أنحاء البلاد والمنطقة والإقليم.
ووفرت التغيرات المناخ التي يشهدها اليمن في السنوات الأخيرة، بيئة خصبة لتكاثر حشرات الجراد في مناطق الصحراء القاحلة، والذي سوف يفاقم من خسائر الإنتاج الزراعي، حيث يعد الجراد عاملاً مساهماً في انعدام الأمن الغذائي، وفقا لخبراء مختصون في البيئة.