اخبار محليةصحيفة المرصد

كيف يصبح الشباب مؤثرين من خلال المبادرات التطوعية؟

تعتبر المبادرات التطوعية بشكل عام من أهم وسائل التأثير على المجتمع بشكل مباشر وأكثرها حضارة، فهذه المبادرات لها أهمية بالغة وتأثير كبير في صناعة التغيير والتأثير الإيجابي بالمجتمع، كما ويعتبر قادة ومبتكري المبادرات التطوعية من أكثر المؤثرين في المجتمعات المدنية؛ نظراً لما يسعوون إليه من أهداف سامية ونبيلة تساعد المجتمع والآخرين.
ولا تنحصر الفائدة من المبادرات التطوعية على المجتمع فقط، بل تؤثر بشكل إيجابي وكبير على من ينظموها ويبتكروها ويسعوون في تنفيذها؛ لأن تجربة الخوض في المبادرات الاجتماعية التطوعية تعود بفائدة وخبرات كبيرة على أصحابها ومسيريها، وتصنع منهم مؤثرين وقادة ومشهورين، لاسيما وأنهم سيكونوا مناط ثقة وإعجاب لدى الآخرين، مما يساعدهم في زيادة ثقتهم في أنفسهم وتحقيق أهدافهم وتعزيز رؤاهم الجيدة وإحداث التغيير الإيجابي المنشود.
يقدم موقع galaxydigital-com بعض النصائح والعوامل المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار لدى الشباب عندما يرغبون بصناعة مبادرات تطوعية ناجحة، نلخص منها أهم النقاط الآتية:
أولاً: تحديد الهدف المنشود

إن أول ما يجب التفكير به من قبل صانعي المبادرات التطوعية أو من يرغبون في خلق مبادرات اجتماعية تطوعية جيدة وذات أثر إيجابي كبير، هو “الهدف” من هذه المبادرة، حيث لابد من تحديد هدف أو أهداف واضحة، ليتم تحقيقها من خلال مبادرة تطوعية معينة؛ فوضع هدف معين يساعد على تكثيف الجهد وتأطيره لتحقيقه، ووضع الخطط المناسبة التي توفر وقتاً وجهداً أكبر لتحقيق الغاية المنشودة.
لذلك فإن تحديد هدف المبادرة من البداية ووضع خطة جيدة لتنفيذها يساعد الشباب ومبتكري المبادرات على المضي قدماً في تحقيق غايات المبادرة وصناعة التأثير بشكل منطقي ومدروس ومحدد، بعيداً عن التشتت والإطالة وبذل الوقت والجهد الكبير جداً والذي يمكن إختزاله واختصاره بما يحقق الفائدة المرجوة.
ثانياً: تحديد الموضوع أو القضية

يتعين على الشباب الذين يسعوون إلى ابتكار مبادرات تطوعية حقيقية ومؤثرة أن يحددوا موضوع تلك المبادرة أو القضية أو المشكلة التي يسعون إلى حلها من خلال المبادرة التطوعية، فلا يجب أن تكون المبادرة ذات أهداف عامة فقط، بل يجب أن يتم تحديد موضوع معين أو مشكلة معينة أو قضية معينة يسعوون إلى حلها.
حث تحتل مواضيع الحفاظ على البيئة اهتماماً عالمياً بالغاً في الوقت الحاضر، وكذلك مواضيع التعلم والتعليم ونقل الخبرات المهنية والعملية. لذلك لا بد على الشباب الذين يسعون إلى إحداث التغيير من خلال المبادرات التطوعية أن يكونوا على اطلاع وثيق بأبرز المواضيع والمشكلات العالمية أو المجتمعية ليتمكنوا من تحديد موضوع المبادرة أو المشكلة التي يسعوون إلى حلها وإحداث التأثير الإيجابي لها، لتجد قبولاً لدى الآخرين.
ثالثاً: الابتكار

يعتبر الابتكار من أهم عناصر التأثير والنجاح على المستوى الفردي والجماعي، لذلك فإن التفكير بشكل ذكي ومختلف في خلق المبادرات التطوعية، وابتكار الوسائل والأفكار والأدوات التي تساعد في تنفيذها، من شأنه أن يجعل تلك المبادرات أكثر جدية وقبولاً لدى الآخرين والمجتمع.
حيث يسهم الابداع والتفرد في الافكار في إحداث التأثير الإيجابي والتغيير للأفضل، فالتفكير خارج الصندوق وبطريقة غير مألوفة من شأنه أن ابتكار الحلول والوسائل والأدوات اللازمة لحل قضية أو مشكلة ما، أو تحقيق هدف إيجابي عام يمثل أساس العمل التطوعي. فالابتكار غاية ضرورية ومرجوة من الشباب ذوي الطاقات والهمم والأفكار الخلّاقة والمبدعة.
رابعًا: التشاركية وكسب التأييد

هو “العمل الجماعي”؛ لأن العمل الجماعي يعني إتحاد القوة والأفكار وتعزيز الحماس والسعي لتحقيق الغاية المنشودة بأفضل الإمكانات المتاحة، ولا يتحقق العمل الجماعي دون حث أصحاب ومبتكري المبادرات التطوعية الآخرين على المشاركة بها ومحاولة إقناعهم بغاياتها وأهدفها، وإنخراطهم في تنفيذها على شكل فريق جماعي، فالعمل الجماعي لتحقيق غاية معينة أقوى وأكثر فاعلية من العمل الفردي، كما وأن حث الأصدقاء والمعارف على تنفيذ المبادرات التطوعية والمشاركة بها يعزز من العلاقات القوية بين الفريق ويساهم في تكوين صداقات حقيقية ومؤثرة وفاعلة، ويحقق الإنجازات الفردية والجماعية على حد سواء ويصنع شباب مؤثرين وإيجابيين يعودون على المجتمع وأنفسهم بالخير الكثير والتغيير الأمثل.

خامساً: الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة
تعتبر التكنولوجيا الحديثة في العصر الحالي العلامة الفارقة لتحقيق الأهداف بأقل جهد وأكثر فاعلية، لا سيما وأن الشباب هم الفئة الأكثر تفاعلا وفهماً في التعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة، لذلك فإن استخدام التكنولوجيا الحديثة من قبل الشباب في ابتكار المبادرات التطوعية وتنفيذها وتحقيق التأثير الإيجابي المنشود، أمرٌ في غاية الأهمية ولا يجب إهماله، فمن خلال مواقع التواصل الاجتماعي يمكن تحقيق التشاركية مع الآخرين وكسب تأييدهم، ويمكن الإعلان عن أهداف المبادرة وغاياتها وتحقيق النقاش والانتشار الواسع واللازم، ولا يتوقف الأمر عل مواقع التواصل الاجتماعي فقط، بل إن استخدام بعض التطبيقات الذكية أو ابتكارها قد يساهم بشكل كبير على تحقيق غايات المبادرات التطوعية وإحداث التغيير، والكثير أيضاً من قنوات ووسائل وأدوات التكنولوجيا الحديثة .

سادساً: التعلم والتدريب
لا يكفي غالباً ابتكار الفكرة الإيجابية والترويج لها، بل يجب أن يسعى مبتكروا المبادرات التطوعية إلى كسب التعلم الكافي حول موضوع المبادرة، من خلال البحث والقراءة والاستفادة من خبرات المختصين؛ فالسعي إلى التدريب والإعداد الجيد لإدارة المبادرة بشكل مثالي يحقق القدرة والتمكن لدى مسيري المبادرة التطوعية ليكونوا أكثر علماً وتمكناً من موضوع المبادرة، واستطاعوا اكتساب ثقة الآخرين والسعي لتعزيز العمل وتطبيقه بشكل جدي من خلال تطوير أفكارهم وأهدافهم، لذلك لابد على الشباب المقبلين على ابتكار المبدارت التطوعية من أخذ هذه النقطة بعين الأهمية والاعتبار .
سابعاً: الصبر والإيمان

إن من أهم صفات الناجحين والمؤثرين، هي الصبر في تحقيق غاياتهم وطموحاتهم، والإيمان بقدراتهم ومساعيهم في إحداث التغيير والحصول على الأفضل، ولا بد على مبتكري المبادرات التطوعية أخذ ذلك بعين الاعتبار، لأن الأمر لا يخلو من الصعويات والعقبات وبعض التعقيدات التي تحتاج إلى التروي الكبير وضبط النفس والتفكير لإيجاد الحلول المناسبة وعدم الرضوخ لها، كما وأن الإيمان بالهدف المنشود هو كلمة السر لتحقيق النتيجة الإيجابية وإحداث الثأثير المنشود.
في النهاية، نشير إلى أن الشباب هم مناط التأثير وبُنيانه، وأن تبنيهم للأهداف العامة الإيجابية هو أكبر نجاح حقيقي لهم، فالابتكار والصبر والمثابرة هي صفات جيل الشباب، وإن أكثر ما يحدث التأثير الإيجابي في المجتمعات في الوقت الحالي هو المبادرات التطوعية المُبتكرة، فلا ينبغي إهمال هذا الموضوع أو التقليل من أهميته.
فأن تكون شخص مؤثر، يعني أن تبذل حهدًا مضاعفًا، وأن تثابر وتصبر وتتحلى بالإيمان في سبيل تحقيق المنفعة العامة، التي ستعود بالتأكيد على صاحبها ومبتكرها بالمنفعة الخاصة واكتساب ثقة الآخرين واحترامهم.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى