إنصاف الطيارين الجنوبيين وصرف مرتباتهم واجب وطني
4 مايو/ هدى الكازمي
منذُ غزو نظام صنعاء اليمني، للجنوب (أرضًا، وإنسانًا) في حرب صيف عام 1994م الظالمة، والطيارين الجنوبيين في القوات الجوية والدفاع الجوي، يواجهون شتى صنوف الظلم، والمعاناة، سواءً من خلال تسريحهم، وحرمانهم من حقوقهم، واستحقاقاتهم، ومن الترقيات والتسويات، وكذا حرمانهم من التأمين الصحي، وغيرها من الممارسات التي مارسها نظام صنعاء اليمني، بتعمد، ليس ضد الطيارين الجنوبيين فحسب، بل ضد كامل ألوية، وتشكيلات الجيش الجنوبي آنذاك، وما زالت تلك الممارسات تلقي بضلالها على الطيارين الجنوبيين، وباقي العسكريين الجنوبيين، حتى اليوم. بل أن نظام صنعاء لم يكتفي بتلك الممارسات الإقصائية الشنيعة، فقد ذهب إلى تصفية الكثير منهم.
اليوم، باتت أوضاع الطيارين العسكريين الجنوبيين في الحضيض، وأصبحت أوضاعهم المعيشية صعبة للغاية، بل وأجبرتهم على مكابدة الحياة المعيشية، وتقلباتها، وأزماتها التي لا تنتهي، بمرارة، وقساوة شديدتين.
فما يزال اليوم عدد كبير من الضباط الطيارين الجنوبيين، يواجهون مع أسرهم ظروفًا معيشية صعبة، منذ ما بعد حرب صيف 1994م، حيث تواجه أسرهم وعائلاتهم ظروفًا معيشية قاسية للغاية يندى لها جبين الإنسانية.. معاناة شديدة وقاسية؛ وذلك بفعل تدهور مستوى حياتهم المعيشية بصورة لا يتصورها العقل، ولا يمكن القبول بها بأي حال من الأحوال.
فعندما نعلم أن أحد هؤلاء الضباط الطيارين، ونتيجة لتوقف صرف راتبه خلال كل تلك الأعوام، وجد نفسه مضطرًا إلى افتراش الأسواق، للعمل في بيع الخضروات، حتى يتمكن من مساعدة أسرته على مواصلة الحياة، وتوفير لقمة العيش الشريفة لإطعام وإشباع أولاده وبناته، وسد جوعهم؛ وهذا يؤكد لنا أن كثير من أسر هؤلاء الضباط الطيارين، يواجهون نفس المصير البائس، والذي لا ذنب لهم فيه ولا ناقة، ولا يسر، بأي حال، مؤمنًا، ولا كافرًا!. هذه الكارثة، وما يعيشه الضباط الطيارين الجنوبيين، وأسرهم، يجعلنا نتوقف للحظة، ونستشعر حجم المعاناة التي يعيشونها، والعمل بجد لحل أزمتهم، وبأسرع وقت ممكن، فليس معقولًا أن تتوقف صرف مرتباتهم منذ حرب صيف عام 94م الظالمة، وحتى اليوم.
والسؤال الذي يبقى.. لماذا يُعاقب هؤلاء الطيارين العسكريين الجنوبيين، وهم من أفنوا حياتهم في خدمة أوطانهم والدفاع والذود عن أراضيها، وقاموا بتأدية مهامهم وواجبهم الوطني والعسكري المقدس بكل صدق وأمانة ونزاهة وإخلاص؟!
أليس الأجدر بأن تبادر الدائرة المالية في وزارة الدفاع، إلى رفع كشوفات هؤلاء الضباط الطيارين، للبحث في معالجة أوضاعهم، وتسويتها أسوة بزملائهم في الوحدات العسكرية الأخرى الذين يتقاضون مرتباتهم ومستحقاتهم المالية أولًا بأول؟، لماذا يتم تجاهل هؤلاء الطيارين، ولديهم أسر وأطفال يحتاجون إلى الطعام، والملبس، والعلاج، والتعليم؟ الأمر الأخر، إن منذُ تشكيل لجنة معالجة قضايا المبعدين عسكريًا، يُعاد من التقاعد الضباط لغرض الترقية والتسوية، ويحالون إلى التقاعد، فهي خدمة محتسبة، ويتم منحهم الحقوق والمكتسبات التي تم اسقاطها، فقضية الطيارين لا تبحث عن حل وانما عن تنفيذ!! وهناك الالاف من العسكريين المظلومين..
أُيعقل أن يكون الراتب الشهري لعقيد طيار حربي، لا يصل إلى الـ(٤٠) ألف ريال يمني، وخدمته منذ ستينيات القرن الماضي؟! أليست طامة كبرى هذا الأمر؟
اليوم نناشد، بسرعة، وضرورة إنصاف الطيارين الجنوبيين، وصرف مرتباتهم المتوقفة منذ سنوات طويلة، بطريقة غير مبررة، وبأوامر قهرية من سلطات صنعاء اليمنية، لحسابات سياسية (ضيقة)؛ فقد أصبح صرف مرتباتهم واجبًا وطنيًا؛ وذلك رأفةً بالحالة المعيشية التي يعيشونها مع أسرهم، وأطفالهم الذين يتضورون جوعًا.
*مدير عام مكتب الإعلام – العاصمة عدن