المونيتور: لعبة أردوغان ذات اتجاهين.. صلوات إلى فلسطين وسفن إلى إسرائيل
**على الرغم من انتقاداته الشديدة لإسرائيل، فمن المتوقع أن يتعامل أردوغان بحذر مع العلاقات مع حماس، وغير راغب في إضافة المزيد من الضغط على علاقات تركيا مع الغرب وتعريض التجارة مع إسرائيل للخطر.
**مع دخول الصراع في غزة الآن شهره الثالث، تتزايد الضغوط على أنقرة لإعادة النظر في علاقاتها مع حماس، في الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة من أجل اتخاذ تدابير للحد من الوسائل المالية للجماعة، وتخطط إسرائيل لمطاردة قادة حماس على أراض أجنبية، بما في ذلك تركيا.
**شهدت عدة دول، من بينها تركيا، انقلابا في حساباتها عندما هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر، وردت إسرائيل بحرب شرسة على غزة.
**مع ارتفاع عدد الضحايا في غزة إلى أبعاد كارثية، تخلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الموقف الحذر الذي أظهره في البداية، ولكن على الرغم من هجماته الغاضبة ضد إسرائيل، فإنه لم يسمح بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية.
**رغم أن تأكيد أردوغان على أن “حماس ليست منظمة إرهابية بل جماعة تحرير” احتل العناوين الرئيسية على المستوى الدولي، إلا أن المناقشة الداخلية في تركيا ركزت على السبب وراء عدم قطع العلاقات التجارية والدبلوماسية مع إسرائيل.
**التناقض بين الدفاع عن حماس واستمرار شحن البضائع التركية إلى إسرائيل قد وضع أردوغان في مأزق ظاهري، الأمر الذي أدى إلى سخرية متكررة على وسائل التواصل الاجتماعي مفادها أن تركيا ترسل “صلواتها إلى فلسطين وسفنها إلى إسرائيل”.
**هذا التناقض ينسجم مع بعضها البعض. مع براغماتية أردوغان وتعرض عليه الفرصة للعب لعبة ذات اتجاهين.
**في قمة مجلس التعاون الخليجي التي استضافتها الدوحة هذا الشهر، تحدث أردوغان بلهجة قاسية مرة أخرى، فاتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وأكد على أنها “لا ينبغي لها أن تفلت من تلك الجرائم”.
**يبدو أن الجميع قد أدركوا الآن أن أردوغان غير راغب في استخدام الوسائل السياسية والاقتصادية والدبلوماسية المتاحة له بطريقة يمكن أن تلحق الضرر بإسرائيل حقًا.