تعز اليمنية : شبكات سماسرة للصوص محترفين وتجار كبار وموظفين فاسدين "تحترف " سرقة المساعدات الغذائية
(الأمناء / تقرير : موسى المقري :)
من يوقف سرقة المساعدات الغذائية وتكسب سلطة إخوان تعز منها على حساب المستحقين من ذوي الحاجة والعوز ؟
يعاني سكان مدينة تعز اليمنية من وجود شبكة ضخمة مكونة من “سماسرة محترفين ، و وسطاء لصوص ، و تجار كبار ، و موظفين فاسدين ٫، “تحترف ” سرقة المساعدات الغذائية والتكسب منها على حساب ذوي الحاجة والعوز من الفقراء والمساكين الذين انهكتهم الحرب التي اندلعت قبل أكثر من تسع سنوات في العام 2015 م .
الأمناء أجرت عملية بحث مكثفة استمرت عدة أيام لتقصي الحقائق بشأن القيام ببيع المساعدات الإنسانية الغذائية ، ووافق قلة قليلة من المستهدفين على الحديث خوفاً من المحاسبة من قبل سلطات جماعة الإخوان المسيطرة على مدينة تعز اليمنية ، وتم حجب أسمائهم الحقيقية واستخدام رموز مستعارة في سياق هذا التحقيق بناءً على طلبهم .
سماسرة بصفة تجار :
حيث التقيت بالتاجر (ع. س ) الذي كشف أنه كان في السابق يشتري المساعدات الإنسانية من “م. ص”، وهو موظف في منظمة أممية ، ومسؤول عن ثلاثة مراكز توزيع ومراقبتها في المدينة ، حيث يقوم هذا الموظف بالاتصال به ليلاً فيبيعه أكثر من 10 حصص إغاثية يحملها من بيته بمبلغ يقدر ب 500 ألف ريال يمني .
يدّعي موظف إحدى المنظمات المانحة أمام زبونه (ع ، س) أنه يحصل على السلال الإغاثية كتعويض عن راتبه الشهري المنقطع منذ أشهر، لتبرير ما يقوم به ولدرء الشكوك.
واستفسرت من أبي خالد وهو أحد الباعة المتجولين الذين يشترون حصصاً من المواطنين عن عدد السلال التي يمكنه توفيرها لي ليخبرني أنه يمتلك 30 سلة جاهزة فقط، ثم يجري اتصالاً هاتفياً أكد بعده أن بإمكانه تأمين 20 حصة أخرى من مساعدات المنظمة ذاتها، لكنها متضررة “فاسدة “.
جولات في الأسواق :
وفي مدينة تعز اليمنية تجولت في أسواقها ، فوجدت أن عدداً كبيراً من الباعة المتجولين وعلى البسطات وفي المحال التجارية يبيعون المساعدات الإنسانية علناً ، ودون رقابة أو مساءلة، وتتعدد أشكال الحصص الغذائية بحسب المنظمات التي تقوم بعملية التوزيع في كل منطقة.
صورت سراً بعض محال التجار الصغار وبسطات الباعة المتجولين، لنتبين وجود كميات كبيرة من هذه المساعدات معروضة للبيع، في حين أن من المفترض أن تصل إلى مستحقيها مجاناً.
يقول أبو محسن حيدر “إن المواد الإغاثية التي يبيعها في متجرة تلقى رواجآ بين المواطنين نظرآ لسعرها المناسب نوعاً ما ” مقارنة” بالسلع الأخرى فيه ، والتي تضاف إليها رسوم جمركية وغيرها فيرتفع ثمنها”.
وأضاف حيدر أنه يشتري المواد الغذائية الإغاثية من النازحين أو من سماسرة يخرجونها من المستودعات ذات الصلة بمبالغ زهيدة، فيبيع تلك المواد بالتجزئة ليحقق ربحاً يتراوح بين 3 آلاف إلى 5 آلاف ريال يمني في كل سلة ، وهو ما يقوم به أيضاً تجار صغار وآخرون من أصحاب المحلات الكبيرة في المدينة وبقية المديريات الخاضعة لسيطرة جماعة الإخوان.
يقول صالح عبدالله وهو تاجر مقيم في تعز المدينة – إنه كان يشتري قبل فترة الحصص الإغاثية من النازحين، وأحياناً من مديري المخيمات وأعضاء المجالس المحلية بقيمة نقدية لا تتجاوز 50 ألف ريال يمني .
ممارسات ظالمة في التوزيع :
وبشأن هذه الممارسات التي تصاحب عملية توزيع المساعدات الإنسانية وآثارها أكد -مسؤول محلي -” اشترط عدم ذكر اسمه ” أنه لا يمكن إنكار الفساد المتفشي في المنظمات والجمعيات الإغاثية ، واللجان المجتمعية ، “مشيراً ” إلى أن “بيع المساعدات لا يمكن إثباته بالدليل القاطع، ولكن يمكن أن يلحظ وجود هذه المساعدات معروضة في الأسواق المحلية وعند تجار المواد الغذائية في كافة المناطق بتعز “.
وأضاف ” أن بيع المساعدات يؤثر سلبياً على المواطنين بحرمانهم من المواد الغذائية اللازمة، كما أنها توزع لعائلات ليست في حاجة إليها وفق تقييم الاحتياجات الإنسانية فتقوم ببيعها” ٠