اخبار محليةصحيفة المرصد

‏ماذا بين ‎قناة الجزيرة و ‎اسرائيل؟


الأربعاء – 13 مارس 2024 – الساعة 07:36 م بتوقيت اليمن ،،،


المرصد_خاص

كتب:انور مالك
شبكة ‎#الجزيرة القطرية لديها مكتبها في ‎#اسرائيل ويتردد عدد من صحافييها على مطار تل أبيب أكثر مما يترددون على مطارات أوطانهم الأصلية، وشاشتها مفتوحة لجيش الاحتلال يوميا وعلى مدار الساعة في حين لا يفتح أدنى مجال للرأي الآخر الفلسطيني الرافض لسياسة ‎#حماس رغم شعار الرأي والرأي الآخر..
بل يوجد من بين صحافييها من صفحاتهم عبر مواقع التواصل يعتبرونها منبر المقاومة ويعادون التطبيع تماشيا مع عدم تطبيع أوطانهم التي يحملون جنسياتها الأصلية أو تحمسا لحماس بل يخونون كل من يختلف مع بروباغندا حمساوية تحت رعاية قطرية وإيعازات إيرانية لكنهم يزورون القدس في عز الحرب تحت مسمى مهني رغم وجود مراسلين لهم في كل الزوايا ولو فعلها غيرهم لصوروا زيارتهم خيانة للقضية الفلسطينية والأمة وردة عن دين الله في هذا الوقت تحديدا الذي يباد فيه الغزيين على المباشر.
لكن الغريب نراهم يدعون بأن جزيرتهم هي قناة المقاومة التي تهز عرش ‎#اسرائيل وترعب حكومة نتنياهو وتزعج المحتلين وتخلط أوراق الأمريكان لذلك يستهدفون مراسليها في غزة وقبلها أفغانستان والعراق..

هذا الأمر يقرأ من زاويتين لا ثالث لهما:
الزاوية الأولى:
إن كان ذلك صحيحا وأن الجزيرة بالفعل تشكل كابوسا إعلاميا للإسرائيليين ولم يمنعوها من العمل ولم يصادروا ترخيصها ولا أغلقوا مكاتبها فهذا معناه أن اسرائيل دولة ديمقراطية تحترم حرية الإعلام حتى وإن كان ضدها في حرب تصورها حكومتها أنها وجودية، في وقت منعت فيه الجزيرة من العمل بدول عربية ليست فيها حروب ولا نزاعات ولو تفعلها الآن مع دول حليفة الدوحة لصدر ونفذ قرار تشميع مكتبها في آخر هزيع الليل..
بل ما تنشره القناة من عمليات القنص وجثث قتلى جنود اسرائيليين وأشياء أخرى يمكن متابعتها في أقل الأحوال بتهمة التحريض على اليهووود أو معاداة السامية، لكن ذلك لم يحدث..
والسؤال الذي يطرح نفسه:
كيف تستهدف اسرائيل مراسلين للجزيرة في القطاع وتترك البث الحي من غلاف غزة والقدس وقلب تل أبيب؟
توجد أجهزة تشويش متطورة تستطيع منع الاتصالات من داخل غزة ولو كانت هاتفية فضلا عن البث المباشر عبر الأقمار الذي يمكن حظره بضغط على زر واحد فقط.

الثانية: أن هذه مجرد بروباغندا فقط يضحكون بها على ذقون الجماهير، فاسرائيل التي تخوض حرب إبادة لا يمكن أن تكون ديمقراطية لحد السكوت على شبكة تهدد وجود وحدود الكيان كما يدعي المتحمسون لحماس وجزيرتهم، وحتى بعض المسؤولين الاسرائيليين ..
لكن وجود قناة مثل الجزيرة وبهذا الحضور والتأثير والزخم والدعاية المقاوماتية تخدم كثيرا ما تريده تل أبيب..
فيكفي أنها أول قناة ساهمت في التطبيع الإعلامي لدرجة لا يمكن تخيلها، وأطروحتها في حرب غزة ونفخها في قوة المقاومة وأشياء أخرى جاءت على هوى اليمين المتطرف في حربه الوحشية من أجل أهدافه الاستراتيجية التي تحققت في أغلبها وتباعا وسيتحقق ما تبقى منها، والجزيرة لا تزال تدغدغ عواطف الشعوب بخطابات الملثمين العسكريين في الكتائب والسرايا والممثلين من القادة الحمساويين من فنادق أقام فيها عناصر الموساد وغيرهم..
كما تخدر الجماهير المتعاطفة مع محنة غزة بفيديوهات المسافة صفر وتحليلات عسكرية لا تستحق سوى العلامة صفر..
سيأتي يوم ويدرك فيه الشعب الفلسطيني مسرحية الجزيرة وأخواتها كما أدركها الشعب السوري الذي لم تعد تتابع مآسيه ولا أخبار ما يجري معه بعدما كانت تتذاكى بفيديوهات حصرية وتتباكى على استهداف طواقمها وقتل مراسليها والأيام سجال بيننا و ‎#اذكروا_كلامي_جيدا..

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى