السعودية تستكمل بنود خارطة الطريق وتسلمها للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ
وجاء كلام القيادي الحوثي ليؤكّد ما راج قبل أيام من أنباء تداولتها أوساط سياسية يمنية بشأن استكمال المملكة العربية السعودية لبنود خارطة الطريق وتسليمها للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ ليعرضها على القيادات الحوثية في صنعاء.
وقال عبدالسلام في منشور على منصة إكس “التقينا المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن وناقشنا خلال اللقاء المسار الإنساني والسياسي والعسكري والتقدم الذي تم إحرازه في خارطة الطريق وتجاوز أهم العقبات لضمان إنهاء العدوان والحصار وصرف المرتبات لجميع الموظفين اليمنيين والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين وخروج القوات الأجنبية من اليمن وإعادة الإعمار والتهيئة للحوار السياسي”.
وأضاف في منشوره “عبّرنا عن شكرنا وتقديرنا لجهود سلطنة عمان الداعمة لجهود السلام خلال جولات الحوار التي تمت في مسقط وصنعاء والرياض”.
وبالإضافة إلى محاور الخارطة التي تسربت في وقت سابق والمتعلّقة أساسا بمسائل إنسانية ومالية، حمل كلام الناطق الحوثي إشارة إلى خطوات أكثر أهمية تتمثل في ما عبّر عنه بـ”إنهاء العدوان والحصار” و”خروج القوات الأجنبية” ما يعني وجود توافقات على وقف دائم لإطلاق النار والبدء بحوار سياسي.
كما تعني إشارة عبدالسلام إلى “إعادة الإعمار” أن خارطة الطريق تتطرّق أيضا إلى مرحلة ما بعد الحرب، وهو ما يشير إلى جدّية السعودية في المضي بمسار السلام اليمني إلى غايته النهائية.
من جهتها قالت البعثة الأممية إلى اليمن عبر حسابها في منصة إكس إنّ غروندبرغ التقى في صنعاء بكبير مفاوضي الحوثيين وبحث معه “سبل المضي قدما نحو التوصل إلى اتفاق حول تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، ووقف مستدام لإطلاق النار يشمل عموم البلاد، واستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة”.
كما أشارت البعثة إلى زيارة المبعوث الأممي إلى العاصمة العمانية مسقط ولقائه “كبار المسؤولين العمانيين لمناقشة المساعي الإقليمية لدعم جهود الوساطة الأممية للسلام في اليمن”.
وبشأن تفاصيل خارطة الطريق التي أشار إليها عبدالسلام قال السياسي اليمني عبدالعزيز العقاب إنّه “سيتم تسليم الرواتب كاملة على ثلاث مراحل متتالية وفتح الطرقات وفتح مطار صنعاء إلى وجهات جديدة وتبادل الموقوفين وتشكيل لجنة خبراء اقتصادية ولجنة سياسية تهيئ للحوارات الشاملة والوصول إلى الحلول المستدامة”، مضيفا عبر منصة إكس أنّ التوقيع على الخارطة سيجري عقب إعلان الهدنة.
وكان وزير الخارجية اليمني الأسبق أبوبكر القربي قد علّق على حراك غروندبرغ بالقول إنّ “لقاءاته في عُمان وحرصه على إنهاء ملف الأسرى واستعجال ذهابه إلى الرياض تشير إلى أن المملكة العربية السعودية قد استكملت تفاهماتها مع صنعاء لتسلم التفاهمات إلى المبعوث الأممي لوضع الآلية التنفيذية”.
وتظهر الأطراف ذات الصلّة بالملف اليمني جديّة استثنائية في مساعيها لإنهاء الصراع في اليمن سلميا، لاسيما المملكة العربية السعودية التي أظهرت قدرا كبيرا من المرونة إزاء الحوثيين المحسوبين ضمن معسكر غريمتها إيران، وهو ما تجلى في قبولها الجلوس معهم على طاولة الحوار المباشر من خلال إيفادها وفدا إلى صنعاء في أبريل الماضي واستقبالها وفدهم المفاوض في الرياض في شهر سبتمبر الماضي. كما أنّ بنود خارطة الطريق بحد ذاتها تعكس استجابة لعدد كبير من مطالب جماعة الحوثي.
وعلّق وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان على لقائه المبعوث الأممي في الرياض بالقول إنّه استعرض معه “جهود المملكة لدعم السلام وخارطة الطريق بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة تحت إشراف الأمم المتحدة يحقق السلام الشامل ويضمن استدامته”.
ويعتبر من المفارقات الإعلان عن تقدم نحو إرساء خارطة طريق للسلام في اليمن خلال الفترة الحالية وما يميّزها من توتّر شديد في المنطقة ساهم الحوثيون بشكل مباشر في تصعيده من خلال تعرّضهم لحركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر تحت عنوان تضامنهم مع قطاع غزّة.
لكن الإرادة الإقليمية المدعومة دوليا وأمميا في إنهاء الحرب في اليمن تبدو قوية وذلك ما يظهر على الأقل من خلال ممارسة الولايات المتحدة لسياسة ضبط النفس رغم خطورة ما يقدم عليه الحوثيون بتهديدهم حركة الملاحة الدولية التي لطالما اعتبرت خطا أحمر لا تسمح واشنطن بتخطّيه.