“واشنطن بوست”: ميليشيا الحوثي كانت تترقب الضربات الأمريكية لاستغلالها
وبحسب محللين، فإن “الضربات الأمريكية البريطانية لن تردع المسلحين عن مواصلة مهاجمة سفن الشحن والسفن الحربية في المنطقة، وهو الإجراء الذي يقول الحوثيون إنهم يتخذونه لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة”.
فشل في الاحتواء
وأوضح التقرير أنه “رغم وصف زعماء الولايات المتحدة وبريطانيا الهجمات بأنها ناجحة، إلا أن المحللين يرون أنها تكشف عن فشل الولايات المتحدة في احتواء التداعيات الإقليمية الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي على غزة، وهي العملية التي دعمها البيت الأبيض، والصراع المستمر في اليمن”.
وأضاف التقرير أن “الضربات أتاحت لميليشيا الحوثي أيضاً فرصة لرفع مكانتهم بين كوكبة الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط وبين الناس في العالم العربي وخارجه، الذين يبحثون عن أي علامة على مقاومة الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة”.
ونقل التقرير عن براء شيبان، الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة: “إن الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، يبحث عن حلول سريعة للصراعات الطويلة والمستمرة في الشرق الأوسط”.
وأضاف شيبان: “كان هناك نقص في التفكير الإستراتيجي، بما في ذلك ما يتعلق باليمن، وفشل في استثمار هذا النوع من الاهتمام الذي كان من الممكن أن ينتج بديلاً لهيمنة الحوثيين”.
بحث عن الضربات
وفي السياق ذاته، قال لوران بونفوا، الباحث في معهد ساينس بو في باريس: “الضربات الأمريكية هي ما كانت تبحث عنه ميليشيا الحوثي”.
وأضاف بونفوا: “إنهم يحصلون على ما يريدون، وهو الظهور كأجرأ لاعب إقليمي عندما يتعلق الأمر بمواجهة التحالف الدولي، الذي يؤيد إسرائيل إلى حد كبير ولا يهتم بالناس في غزة؛ ما يولّد شكلاً من أشكال الدعم لهم، على المستوى الدولي وكذلك الداخلي”.
ووصف تقرير “واشنطن بوست” ميليشيا الحوثي، بحسب إبراهيم جلال، المحلل في معهد الشرق الأوسط، بأنهم “جماعة مسلّحة ذكية، تشدّدت بفعل سنوات من حرب العصابات في اليمن. وأن الحوثيين ليس لديهم الكثير ليخسروه؛ لكن في المقابل سيكسبون الكثير”.
وأضاف جلال: “الحوثيون لديهم القليل من المواقع العسكرية الدائمة وواسعة النطاق، ويستخدمون بدلاً من ذلك منصات إطلاق متنقلة للصواريخ والطائرات دون طيار، بالإضافة إلى شبكات الأنفاق والكهوف التي تجعل استهدافهم معقداً للغاية”.