تقرير خاص لـ "الأمناء" يسلط الضوء عن الذكرى الثامنة لتحرير عدن..ملحمة النصر الأسطوري
(الأمناء / تقرير – سالم لعور :)
يوم سطر فيه الجنوبيون ملاحم الشرف والبطولة وقضوا على المشروع الإيراني
“السهم الذهبي” خطة عسكرية محكمة قطعت أوصال الحوثيين وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد
مقاومون جنوبيون قاتلوا بأسلحتهم الشخصية وواجهوا عدوًا مزودًا بكل الأسلحة
بعد مرور ثماني سنوات من التحرير.. ما الذي تغير؟
هكذا امتزج الدم الجنوبي بالدم الإماراتي والسعودي في تحرير عدن
تفاصيل دخول طلائع لواء الفرسان الإماراتي إلى ساحة المعركة
ما تفاصيل خطة معركة تحرير عدن؟
هكذا نجح الجنوبيون في تحرير أراضيهم بدعم لا يُنسى من التحالف
السابع عشر من يوليو 2015م كان يومًا تاريخيًا مشهودًا في حياة شعبنا الجنوبي الأبي.. إنه يوم تحرير العاصمة الجنوبية عدن من قبضة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.. إنه اليوم الذي استطاعت فيه المقاومة الجنوبية بدعم وإسناد من التحالف العربي بقيادة الإمارات العربية المتحدة والمملكة السعودية وبمشاركة ميدانية للقوات الإماراتية من دحر ميليشيا الإرهاب الحوثية من العاصمة الجنوبية عدن وهزيمة المشروع الإيراني الداعم لهذه الميليشيات الحوثية البربرية والهمجية.
إنه اليوم الذي استطاع فيه أبناء الجنوب ومقاومتهم البطلة أن يكونوا مفتاح الانتصارات بعد أن مرغوا أنوف ميليشيا الحوثيين في التراب، ولقنوها دروساً في القتال والشجاعة والإقدام.
وتحل علينا اليوم الذكرى الثامنة لتحرير عدن، وعلينا أن نستذكر التضحيات الجسام التي قدمها أبطال المقاومة الجنوبية وقدموا خلالها قوافل من الشهداء والجرحى، وأن نستذكر شهداء الإمارات العربية المتحدة الذين امتزجت دماؤهم بدماء شهدائنا والتي توجت بالانتصار على ميليشيا الإرهاب الحوثية وقطعت يد إيران ومشاريعها في المنطقة العربية.
البداية
قبل 8 سنوات، شارك غالبية شباب عدن في الانتفاضة الداخلية ضد الإرهاب الحوثي، وتحولت فجأة كل شوارع المدينة إلى جحيم قلب موازين المعركة، وكشف هشاشة المليشيا التي سعت لاعتماد تكتيك حرب العصابات لفرض سطوة الانقلاب، لكنها سرعان ما تهاوت تجر أذيال الهزيمة.
حدث ذلك بعد أن تشكلت مجاميع من أبناء الجنوب تحت راية الجنوب أطلق عليها “المقاومة الجنوبية” للتصدي للغزو الرافضي الحوثي المدعوم من إيران وبدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ومشاركة من القوات البرية الإماراتية بوحدات نوعية وغطاء جوي سعودي ساهم في قلب موازين المعارك الميدانية والتحكم بمسرح العمليات بخطة عسكرية محكمة قطعت أوصال الحوثيين وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
انطلاق عملية “السهم الذهبي”
لم يكن يوم 14 يوليو 2015م يومًا عاديًا في تاريخ الجنوب، بل كان يوما تاريخيا في الجنوب والمنطقة العربية؛ إذ أُعلن فيه عن انطلاق عمليات تحرير عدن بدعم من التحالف العربي، حيث أُطلق على العملية اسم “السهم الذهبي”، ومثل يوم السابع والعشرين من رمضان، 17 يوليو 2015، تحولا استراتيجيا عسكريا، بعد تحرير مطار عدن ومديريات المحافظة بالكامل من الحوثيين.
نصر أسطوري
محللون سياسيون قالوا لـ”الأمناء” إن النصر الذي تحقق للمقاومة الجنوبية كان أسطوريا وبدعم وإسناد من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وأكدوا أن التحالف العربي قدم كل المساعدات لتحقيق هذا النصر على مليشيات الحوثي والقوى المتحالفة معها آنذاك، وقد تمثل في توفير الغطاء الجوي للمقاومة في بداية الأمر.
وأضافوا إنه بعد ذلك، أرسل التحالف العربي المقاتلين الإماراتيين والسعوديين بالتنسيق مع القيادات في الميدان، حيث كان لهذا الإسناد من قوات التحالف دور كبير في تطهير نحو 93 % تقريبا من أراضي الجنوب التي اجتاحتها المليشيات الحوثية الغازية، وأن هذا الدعم يؤكد مدى التلاحم وفي إطار البعد القومي الذي يمثل انتصاراً لكل العرب في مواجهة مشروع التمدد الإيراني بالمنطقة العربية والهادف إلى زعزعة الأمن والاستقرار.
وقال شهود عيان: “كنا في عدن أثناء الحرب تنقصنا الكثير من الأسلحة والذخائر بينما يملك العدو السلاح الثقيل والإمكانات العسكرية الكبيرة، لكن الإسناد الجوي من قبل التحالف العربي شكل غطاءً فاعلًا ساعد المقاومة على الأرض في مطاردة ميليشيا الحوثيين”. وأكدوا أنه قد وصل حينها فريق عسكري إماراتي إلى عدن لاستطلاع الأوضاع، والتقى ممثلين عن قيادة المقاومة الجنوبية على رأسهم اللواء الشهيد أحمد سيف اليافعي، وكان يدير غرفة العمليات حينها عبدالرحمن أبوزرعة المحرمي، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي حاليا، وبعدها توافد الخبراء والجنود الإماراتيون والسعوديون إلى عدن وعملوا على تأمين عدد من المواقع التي تم تحريرها، كما شاركوا مع القيادة العسكرية والمقاومة الجنوبية في تأمين المناطق التي تم تطهيرها من مليشيات الحوثي وأوضحوا أن دول التحالف قدمت كل المساعدات اللوجستية للقوات والتي تمثلت في الإغاثة والدعم المادي من سيارات للأجهزة الأمنية، كما قدمت لاحقا الدعم المادي للمحافظين لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة.
وعمدت مشاركة القوات الإماراتية في معركة تحرير عدن بالدم لتجسد الدور الأخوي الريادي لدولة الإمارات وقواتها المسلحة في نصرة اخوانها العرب.
ففي معركة التحرير قدمت الإمارات أحد أبطالها الاشاوس الشجعان الذين تقدموا صفوف المقاتلين في معركة تحرير مطار عدن، وهو الشهيد عبدالعزيز الكعبي، الذي ارتبط استشهاده بذكرى تحرير العاصمة عدن.
نشطاء جنوبيون يستذكرون تضحيات القوات الإماراتية
نشطاء جنوبيون أشادوا بتضحيات القوات الإماراتية وتذكروا استشهاد الكعبي في معركة تحرير عدن، مثمنين الدعم السعودي والإماراتي.
وفي هذا السياق قال الصحفي أرسلان السليماني: “تصادف الذكرى الثامنة لتحرير العاصمة عدن، ذكرى استشهاد أول جندي إماراتي، وهو الشهيد البطل عبدالعزيز الكعبي في عملية السهم الذهبي أثناء قيادته معركة تحرير مطار عدن من مليشيا الحوثي الإرهابية وبرفقته أحد أفراد المقاومة الجنوبية الشهيد أحمد الجحوشي”.
قيادات ساهمت في نصر عدن والجنوب
ونحن نحتفل بالذكرى الثامنة لتحرير العاصمة الجنوبية عدن من العدوان الحوثي نستذكر دور بعض القيادات التي ساهمت في نصر عدن والجنوب، ونترحم على من مات منهم أو استشهد ونحيي من ما زال على قيد الحياة، ونستذكر الشهيد البطل علي ناصر هادي قائد المنطقة العسكرية الرابعة الذي استشهد مقبلاً غير مدبر، ونمر بالذكرى على الشهيد البطل أحمد سيف المحرمي، والشهيد المغدور جعفر محمد سعد محافظ محافظة عدن و الشهيد اللواء ثابت مثنى جواس وغيرهم الكثير، ومن جانب قوات التحالف العربي الشهيد العقيد الركن عبد الله بن محمد السهيان (سعودي)، والشهيد سلطان بن محمد علي الكتبي، أحد ضباط القوات الإماراتية، والشهيد ملازم أول عبدالمجيد سرحان الكعبي، وغيرهم ممن لا يتسع المجال لذكرهم، ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة .
مركز أمريكي يعلن عن إقامة مؤتمر هام بذكرى تحرير عدن
إلى ذلك أعلن المركز الأمريكي لدراسات جنوب اليمن ACSYS عن إقامة مؤتمر هام بمناسبة الذكرى الثامنة لتحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية.
وقال المركز في تغريدة على حسابه في منصة “تويتر” ؛ أن أعمال المؤتمر ستنطلق في الـ 20 يوليو 2023 بالعاصمة الأمريكية واشنطن وسيشارك فيه عدد من الخبراء والباحثين، مؤكدا أن جلسات المؤتمر سيتم بثها على صفحات المركز، عوضا عن وسائل الإعلام العربية والأمريكية التي من المتوقع حضورها لتغطية المؤتمر.
ومن المتوقع أن يناقش المؤتمر في جدول أعماله عددًا من المواضيع ذات الصلة بالملحمة البطولية التي خاضتها المقاومة الجنوبية في تحرير العاصمة عدن وتكللت بالنصر والتحرير في الـ 17 من يوليو 2015 وما تلاها من إنجازات في الحرب على الإرهاب.
استعادة الهوية وتطهير أرض الجنوب من اليمننة السياسية
من جانبه علق الأكاديمي الجنوبي الدكتور حسين لقور على حلول ذكرى تحرير عدن في 14 يوليو 2015، بأبيات من الشعر، جاء فيها:
إذا اشتدتْ رياحُ اليأس فينا
سَيعقبُ ضيقَ شِدّتِها الرخاءُ
فبــعد العَتمةِ الظَّلماءِ نورا
وطولُ الليلِ يعقبهُ الضياءُ.
وأضاف في تغريدة له على تويتر أن “شعب الجنوب لن يرضى بغير تحقيق الأهداف التي انطلقت ثورته من أجلها وتتلخص في استعادة هويته و تطهير أرضه من اليمننة السياسية”.
وتابع: “وإقامة الدولة الجنوبية التي استُشهِد من أجلها آلاف الشباب بدءا باستشهاد الشهيدين بارجاش وبن همام في 1998 في المكلا وميادين النضال السلمي ثم في جبهات القتال في مواجهة الغزو اليمني الثاني حتى اليوم”.
شطارة: مثلما انتصرت عدن بالقتال ستنتصر بالفعل السياسي
وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس الجمعية الوطنية لطفي شطارة، إن عدن كما انتصرت بالقتال ستنتصر بالفعل السياسي حتى استعادة الجنوب.
وأضاف شطارة في تغريدة على (تويتر) بمناسبة الذكرى الثامنة لتحرير عدن، إن عدن كانت وستظل أسطورة الصمود في وجه أي معتدي.
وتابع: “عدن تنتصر بالقتال وستنتصر بالفعل السياسي حتى يستعيد الجنوب دولته كاملة السيادة بإذن الله تعالى”.
عدن عنوان تحرير الجنوب
وتزامنا مع حلول الذكرى الثامنة لتحرير عدن أكد سياسيون وناشطون جنوبيون في هاشتاج “عدن عنوان تحرير الجنوب” على أن تحرير العاصمة الجنوبية عدن كان ومازال انطلاقة نحو استكمال تحرير ما تبقى من أرض الجنوب باعتبارها امتدادًا صلبًا لتلك المعركة الخالدة، مشيرين، في ذات السياق، إلى أن أبناء الجنوب قدموا، خلال معارك تحرير العاصمة عدن وتطهيرها من قوى الغزو والعدوان والإرهاب، تضحيات وملاحم بطولية سيدونها التاريخ في أنصع صفحاته.
وشددوا على أنه: “يجب التمسك بالواقع السياسي الجديد، وانجازاته العسكرية، والسياسية، وظهور المجلس الانتقالي الجنوبي، ما بعد تحرير العاصمة، باعتبارها مكاسب جنوبية كبيرة”.
وطالبوا بضرورة أن يكتمل انتصار تحرير العاصمة عدن بتحرير وادي وصحراء حضرموت والمهرة ومكيراس، وإخراج القوات الشمالية منها، وإحلال قوات جنوبية وطنية بدلاً عنها.
هكذا نجح الجنوبيون في تحرير أراضيهم
ثماني سنوات كاملة مرّت على واحدة من أهم الانتصارات الملحمية التي سطّرها الجنوبيون في مسار دحر قوى الشر والإرهاب اليمنية التي توهمت قدرتها على إسقاط وإخضاع الجنوب.
في مثل هذا اليوم (أمس الاثنين) من عام 2015، تحررت العاصمة عدن من قوى الظلام والإرهاب اليمنية عبر عملية سُميت (السهم الذهبي)، وقد تُوِّج بها الجنوب منتصرا على أعدائه في واحدة من أهم المعارك الملحمية.
تلك المعركة رسّخت قناعة كبيرة عما يملكه المقاتل الجنوبي من قدرات وسمات، بما يذيب أي فوارق مقارنة بما امتلكته المليشيات المحتلة (الحوثي).
ففي تلك المعركة، كانت المليشيات الحوثية مزودة بآلة عسكرية ضخمة مدججة بأحدث أنواع الأسلحة الثقيلة، بل وتم تصنيفها بأنها محرمة دوليا، لكنّ عزيمة الجنوبيين دحرت المليشيات الإرهابية.
قبل خوض معركة التحرير، كانت المليشيات الحوثية، قد فرضت احتلالها الغاشم على أغلب المرافق الحكومية في العاصمة عدن مثل المطار والموانئ البحرية ودار الرئاسة بالتواهي وقصر المعاشيق، وغيرها ذلك من المؤسسات التي سيطرت عليها المليشيات، وظنّت أنها ستظل على هذا الحال طويلا.
كانت المليشيات الحوثية تضع عينها على مناطق معينة مثل الشيخ عثمان والمنصورة ودار سعد، والممدارة والبريقة، كونها توقعت أن احتلالها لهذا المناطق أمرٌ يأذن بسقوط كامل للعاصمة في قبضة هذا الفصيل الإرهابي.
نقطة البداية في تحرير العاصمة عدن، كانت قبل إطلاق عمليات التحالف العربي، حيث خرج أبطال المقاومة الجنوبية للدفاع عن أرضهم، وقاموا المحتل بكل بسالة وشجاعة دفاعاً عن وطنهم رغم قلة الإمكانيات، ورغم أيضا قلة خبرتهم بالسلاح.
لكن رغم الإمكانيات البسيطة، سطرت المقاومة الجنوبية أروع الملاحم البطولية ورسخت بفضل صمودها واقعا عسكريا جديدا في العاصمة عدن في مواجهة جحافل الاحتلال.
جاءت لحظة الحسم، عندما أعلن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة التدخل، وسريعا بدأ الإنزال الجوي.
ظلّت المقاومة الجنوبية الشعبية صامدة ثابتة ترتب صفوفها وتقاتل بكل شجاعة واستبسال ، فصمدوا صمود الجبال ولم يُسقطهم القصف الجوي الذي توسع الحوثيون في شنه.
عندما كانت الجبهات القتالية مشتعلة في العاصمة عدن كان أبطال المقاومة الجنوبية مرابطون على قطعة سلاح واحدة ومع ذلك ظلوا صابرين ومرابطين، قبل دخول لواء الفرسان من دولة الإمارات المتحدة.
وهذا اللواء البطل كان له دور فعال في تلك الآونة، فبعد دخول لواء الفرسان من دولة الإمارات بمشاركة سعودية، براً وبحراً، وآنذاك تم ترتيب وفتح ميناء مصغر في منطقة القدير، ثم نزل الدعم من أنواع الأسلحة المختلفة.
في أعقاب ذلك، صدرت التوجيهات بتجهيز فريق سائقين للمدرعات وفريق مدفعية تم إنزاله بعد تكثيف التدريبات من قِبل الضباط الإماراتيين، وقد استمر التدريب ثمانية أيام.
بعدها أطلقت عملية السهم الذهبي، وخلالها دخل الأشاوس الأبطال ميناء عدن، وتمت مباغتة قوات الاحتلال اليمني في منطقة عمران، وتم دحر القوى الغازية.
وُضِعت خطة تحرير العاصمة عدن، وقد شملت الهجوم من ستة محاور في وقت واحد، وحُدِّدت ساعة الصفر وقد كان ذلك في يوم 27 رمضان، وقد جاء النصر بنفحات هذه المناسبة العظيمة (ليلة القدر).
نجح الجنوبيون في تحرير أراضيهم بفضل دعم لا يُنسى من قِبل التحالف العربي، وتحديدا دولة الإمارات العربية المتحدة، التي قدّمت الشهيد الأول وهو البطل عبدالعزيز الكعبي ليروي بدمائه أرض العاصمة من أجل تحريرها.