وعورة طريق (وادي حمراء فرع الجرة).. مأساة تفاقم معاناة الأهالي بمديرية المحفد بأبين "استطلاع"
(الأمناء/ استطلاع/ عبد الله قردع:)
الأهالي يطالبون باعتماد 7 كيلو كمرحلة أولى واستكمال دراسة ما تبقى من الطريق
15 ألف نسمة يتكبدون مشقة وعورة طريق طوله 30 كيلو مترًا
لا يستطيع الإنسان التعايش مع الألم، ولكن في بعض الحالات تصبح المعاناة والمشقة شرًا لا بد منه، ولا بد من خوض غمارها أو التعايش معها لاستمرار الحياة، وكما يقولون “المضطر يركب الصعب”، ولقد أصبح طريق (وادي حمراء فرع الجرة) الوعر والشاق بمديرية المحفد محافظة أبين أحد المعالم المؤلمة التي لا تزال قائمة ويتوارث معاناته ومشقته الأجيال جيلًا بعد جيل منذ ما قبل وبعد الاستقلال من المستعمر البريطاني، ولم تبرز للعيان أي بوادر أمل في ردمه وتعبيده لينعم أكثر من 15 ألف مواطن بالراحة ذهابا وإيابا، ولكن ذلك الحلم لم يتحقق حتى اللحظة، وأصبحت معاناة ومشقة ركوب الطريق الوعر روتينًا يوميًا إجباريًا يتكبد عناءه أبناء المنطقة وتتضاعف معاناتهم مع هطول الأمطار، حيث تتعطل مصالحهم ويمتنعون من السفر وكذا مع إسعاف الحالات المرضية الحرجة أو الولادات المتعسرة، ناهيك عن الأضرار الجسيمة والأعطاب التي تلحق بالسيارات وبممتلكات الأهالي الذين يعاني أغلبهم من فقر مدقع جراء الوضع الاقتصادي الهش الذي يعصف بالبلد عموما ونزولا عند شكاوي أبناء المنطقة المتكررة.
صحيفة “الأمناء” أجرت استطلاعا ميدانيا لتسليط الضوء عن معاناة أهالي المحفد والتقت عددًا منهم وخرجت بالحصيلة أدناه:
طريق وادي حمراء فرع الجرة بالمحفد معاناة مستمرة
وكانت البداية مع الدكتور عبد الله علي جعيرة – وهو من أبناء المنطقة -حيث رحب بناء وشكر الصحيفة على اللفتة الكريمة وقال: “معاناة أهلنا في الوادي كبيرة شاقة، بل هي أم المعاناة منذ الأزل”، وتابع قائلاً: “طريق وادي حمراء فرع الجرة الذي يمتد من عاصمة المديرية مدينة المحفد إلى قرية فرع الجرة و يبلغ طوله 30 كيلو تقريباً، ولا يعرف مرارة هذا الطريق إلا من سـلكه يوماً، فما بالك بأهالي مدينة وادي حمراء الذين يتكبدون مرارة ومعاناة ذلكم الطريق بشكل يومي بمرضاهم ومتطلباتهم اليومية، فكم هو مؤلم ذلك الطريق وكم هو مؤلم أن تستمر تلك المعاناة لسنين طويلة في ظل حكومات متعاقبة لم تنصفنا في معاناتنا المريرة”.
وتابع دكتور عبد الله قائلاً: “لقد استشعر شباب المنطقة المسؤولية وتم إعلان مبادرة مجتمعية لحل مشكلة الطريق وتم متابعة جهات الاختصاص في وزارة الأشغال والطرق والتي وجهت بتشكيل فريق هندسي الذي قام بدراسة قرابة 7 كيلو فقط وأصبحت جاهزة ولكن تم تحنيطها في أدراج ومكاتب صندوق الطرق بالوزارة”.
وختم قائلا: “أملي وأمل الكثيرين من أهالي وادي حمراء بالمحفد من معالي وزير الأشغال العامة والطرق في حكومة المناصفة اليمنية الأستاذ سالم محمد الحريزي، ورئيس مجلس إدارة صندوق صيانة الطرق والجسور المهندس معين محمد الماس، أن ينظرا بعين الشفقة والرحمة لمعاناة أهالي وادي حمراء فرع الجرة واعتماد 7 كيلو كمرحلة أولى للتنفيذ واستكمال دراسة ما تبقى من الطريق وصولاً إلى قرية فرع الجرة، وأملنا في الله ثم فيهم كبير بأن تجد مناشدتنا هذه آذاناً صاغية وعيونا وقلوبا تستشعر عظم المسؤولية والرحمة وتخفيف المعاناة عن أهالي وادي حمراء بمديرية المحفد بأبين”.
مسؤولونا.. أذن من طين وأخرى من عجين
من جهته الأخ محمد أحمد جعيول، وهو من المستفيدين من الطريق المذكور، قال: “أغلب مسؤولي الدولة يعلمون بمعاناتنا وساكتون.. أذن من طين وأخرى من عجين!”.
وأضاف: “لقد مر بهذا الطريق عدد كبير من المسؤولين العسكريين أو المدنيين وشاهدوا بأم أعينهم حجم المعاناة التي يكابدها أهالي المنطقة، ونتمنى أن تصل أصواتنا إليهم لنجد استجابة إن كان لديهم شعورًا بالمسؤولية”.
وأضاف أن “إجمالي قيمة الطريق لا تساوي نثريات عدد من قادة الألوية أو التي تصرفها الدولة على الاحتفالات والمناسبات التي لاتسمن ولا تغني من جوع، وعبر صحيفة “الأمناء” نناشد جهات الاختصاص بإرسال فريق لمسح المنطقة واعتماد خط أسفلت بطول 30 كيلو مترًا فقط ليعود بالخير والنفع على أكثر من 30 قرية يتكبدون مشقته كل يوم”.
وعورة الطريق مصدر قلق للأهالي
وتحدث الأخ أبو علي يسلم علي طعموس الحمصي قائلا: “نحيطكم علما أننا قد نشرنا منشورات ومقاطع فيديو وشهادات من المواطنين بجميع مواقع التواصل الاجتماعي عبرنا فيها عن معاناة الأهالي المستمرة منذ عشرات السنين من صعوبة طريق وادي حمراء فرع الجرة ولا من مجيب. هذه المعاناة التي تأثر منها الكبير والصغير والمريض والسليم وباتت وعورة الطريق تشكل هاجسًا لدينا وتزداد مخاوفنا في الحالات المرضية أو الولادات المتعسرة لأن هذا الطريق الذي نسلكه متعب وشاق ويزيد المريض مرضًا وتعاسةً”.
وختم الحمصي حديثه قائلا: “على العموم الشرح يطول حول هذه المعاناة ونطالب جهات الاختصاص بالمديرية والمحافظة أن يبذلوا قصارى جهدهم ويكملوا المشوار الذي قد ابتدأناه سابقا وقدمنا دراسة كاملة شاملة عن الطريق وتم اعتماد ٧ كيلو منه والذي نريده هو الحث على إنجاز ما التزمت به جهات الاختصاص في وزارة الأشغال العامة والطرق”.
15 ألف نسمة يعانون ويلات الطريق
وفي سياق استطلاعنا تحدث إلينا الناشط الإعلامي علي أحمد غيثان قائلا: “يعاني أبناء وادي حمَراء والقُرى المتناثرة في الوادي المأهولة بالكثافة السكانية من حوله عذابًا ومعاناة جراء قطع مسافات طويلة يتكبدها الأهالي ذهابا وإيابا، يومياً، لشراء حاجياتهم من سوق عاصمة المديرية المحفد، حيث يمرون بطرق وعرة وحفر ومنحدرات وبقايا السيول وأحجار لمسافة 30 كيلو متر تقريبا أو أكثر، وأحيانا يداهم السيل المارة دون سابق إنذار ويجرف السيارات وتتعطل مصالح الناس، ويسكن هذا الوادي حوالي خمسة عشر ألف نسمة يعانون ويلات هذا الطريق منذ القدم دون أمل في انفراجة وشيكة”.
وختم الاستاذ علي حديثه قائلا: “تتضاعف معاناة الأهالي أثناء الحالات المرضية الطارئة التي يستوجب إحضارها الى مستشفى المديرية المحفد للحصول على الإسعافات الأولية والمستلزمات الطبية أو الولادة المتعسرة وغيرها من الحالات المرضية الحرجة، وعليه فإن هذا الطريق يعد شريان الحياة بالنسبة لأبناء الوادي ونطالب جهات الاختصاص بسرعة اعتماد خط أسفلتي ينهي معاناة الأهالي التي طال أمدها”.
طريق حيوي يربط أكثر من 30 قرية
وكان الشيخ صالح عبد الله بن الشيبة الكازمي مسك ختام استطلاعنا حيث قال: “أشكركم على هذه اللفتة الطيبة. أما بالنسبة لطريق وادي حمراء فرع الجرة فهو خط حيوي يربط أكثر من 30 قرية ببعضها البعض ويبلغ طوله 30 كيلو مترًا ويعتبر طريقًا رئيسيًا والشريان الوحيد الذي يربط أهالي تلك القرى بعاصمة المديرية المحفد وبقية المحافظات، وللأسف فإنه طريق وعر وشاق ويجد الأهالي مشقة ويتكبدون عناءه بصورة يومية، وتزداد المعاناة وتتعطل مصالح أهالي القرى مع هطول الأمطار، حيث يمر الطريق وسط الوادي ويتحول إلى مسبح ووحل يصعب على السيارات والمارة عبوره مما يؤدي إلى تعطيل مصالح المزارعين وتتكدس بضاعتهم من طماطم وبطيخ وبطاط وبصل ومن جميع أنواع الخضار والبقوليات التي تزرع بالمنطقة وتتلف ويتكبد المزارعون خسائر مادية فادحة، كما يصعب إسعاف الحالات المرضية الخطيرة والولادات المتعسرة”.
وختم الشيخ بن الشيبة حديثه قائلا: “لا يزال الطريق المذكور هاجسًا يؤرق مضاجع الأهالي، وعبركم أطالب الجهات المختصة والمجلس الرئاسي وحكومة المناصفة باعتماد الطريق ضمن موازنة المحافظة والمديرية، وأتمنى أن نلاقي استجابة كون صبر الأهالي قد تجاوز حدوده منذ زمن طويل”.