التطوع ولاء للوطن وانتماء للإنسانية نجوى النعيمي

منوعات

التطوع وحب الخير والعطاء.. قيم استمدتها الإماراتية نجوى النعيمي من روح اتحاد دولة الإمارات، التي تسري في وجدانها؛ لتصبح ركيزة لهويتها الوطنية، وأساساً لانتمائها، ومصدراً لإلهامها، الذي قادها إلى دخول عالم التطوع؛ لتتعرف خلال رحلتها – التي بدأتها منذ أن كانت في العاشرة – إلى العديد من الرياضات المتنوعة، وكيفية تنظيم الفعاليات الكبرى، حتى أوقفتها رياضة أصحاب الهمم، فبدأت تشعر بالسعادة الحقيقية مع كل ابتسامة تتمكن من رسمها على الوجوه الصادقة والبريئة لهذه الفئة من أصحاب الإرادة الحديدية، وشاءت الأقدار أن يتم توظيفها كإدارية في وحدة الرياضة والتدريب بالأولمبياد الخاص الإماراتي.

تتعدد مواهب وخبرات نجوى النعيمي، صاحبة الـ28 عاماً، بين المجال التطوعي، الذي قضت خلاله 3 آلاف ساعة تطوعية، اختارت أن تقدمها لخدمة مجتمعها ووطنها في الفعاليات الرياضية والطبية، وبين دراستها الجامعية في تخصص أمن المعلومات الجنائية الإلكترونية؛ ليأتي بعد ذلك شغفها بالتصوير الذي امتهنته وأبدعت فيه، خاصة في تصوير المناسبات الوطنية.. �زهرة الخليج� التقت النعيمي؛ لنعرف أكثر عن سر تميزها في كل هذه المجالات، وأهمية العمل التطوعي، وتأثيره النفسي والشخصي، وتالياً نص الحوار:

كيف دخلتِ مجال التطوع؟

حدث هذا عن طريق الصدفة، أثناء ذهابي مع شقيقتي إلى مقر عملها خلال فعالية مجتمعية، ومن هنا بدأت التطوع والمشاركة في تنظيم العديد من الأحداث بمدينة العين (محل مولدي). كانت فعاليات كثيرة مما شاركت بها رياضية وصحية، حتى توسع الموضوع تدريجياً، وبدأت المشاركة كمتطوعة في الفعاليات الرياضية الخاصة بأصحاب الهمم في إمارات الدولة. وأكثر الفعاليات التي لا يمكن نسيانها، هي الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص الإماراتي بأبوظبي 2019، كنت حينها متطوعة كقائد في الفريق الإعلامي، ومسؤولة المصورين المتطوعين.

ما أهمية العمل التطوعي، وإلى أي مدى أثر في روحك وشخصيتك؟

التطوع يمثل ترجمة حية لمشاعر الولاء والانتماء إلى الوطن والإنسانية، والتي تكون نابعة من الإيمان والشغف والرغبة الوطنية الخالصة في المحافظة على المكتسبات، وتعزيز النجاحات والإنجازات في جميع المجالات، فالتطوع مجاله واسع، وفرص عطائه بلا حدود. وقد شرفت بأن أكون من آلاف المتطوعين الإماراتيين من الجنسين، الذين خدموا بلادهم، وتمكنوا من بناء شخصيتهم، ورفد خبراتهم. فعلى المستوى الشخصي، تعلمت كثيراً، ونمت لديَّ مهارات جديدة، وتعرفت إلى أشخاص عديدين، وكونت صداقات جديدة، كما أصبحت أكثر قدرة على توجيه طاقاتي، ومن أبرز الأشياء التي تعلمتها قيم التسامح والتآخي بين جميع البشر؛ فالكل متساوون في العمل التطوعي.

كيف تم تعيينك ضمن فرق عمل الأولمبياد الخاص الإماراتي؟

عام 2022، تم ترشيحي للتعيين بموقع إداري في وحدة الرياضة والتدريب بالأولمبياد الخاص الإماراتي، وكان هذا من دواعي سروري؛ لأني عملت بالأولمبياد الخاص الإماراتي، الذي له مكانة خاصة في قلبي وقلب كل من عمل به. نحن نعمل، اليوم، في هذه المؤسسة العالمية؛ لتقديم أفضل تجربة رياضية لأصحاب الهمم من ذوي الإعاقة الذهنية في دولة الإمارات، إذ نسعى لتمكينهم مجتمعياً من خلال تسليط الضوء على قدراتهم المتعددة، ومنجزاتهم الرياضية، حيث يعطيني عملي اليومي القدرة على العطاء للمجتمع ودولتنا الحبيبة، من خلال خدمتنا لأصحاب الهمم، فهذا العطاء ألهمنا إياه والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي يعد رمز الرحمة والتسامح والمحبة.

ما الصعوبات التي تواجهك في مجال عملك؟

في مجال عملي، خاصة الجانب المعني بتنظيم الفعاليات والملتقيات، أواجه بعض التحديات، التي يمكن أن تحدث بشكل مفاجئ، على الرغم من دقة الترتيبات، لكننا نواجه أي صعوبات أو تحديات بكل قوة نستمدها من ابتسامة ومرح أصحاب الهمم الأبطال.

ماذا عن شغفك بالتصوير؟

أحببت التصوير منذ سنوات عدة، خلال مشاركاتي التطوعية في الفعاليات والمناسبات الوطنية. مع الوقت بدأت أتلمس طريق شغفي، إلى أن وصلت لدرجة الاحترافية، وأصبحت أتلقى طلبات من جهات في الدولة لتصوير فعالياتها المتنوعة.

ما رسالتك إلى الفتيات.. في الإمارات، والوطن العربي؟

أتمنى أن تعمل جميع الفتيات على تطوير قدراتهن، وتجربة التطوع، حتى يصنعن في حياتهن جانباً ثرياً من مجالات الأعمال الخيرية، بمنح وقتهن ومجهودهن، وعليهن أن يتأكدن أنهن سيعشن أوقاتاً من السعادة ستغذي أرواحهن، وتعطيهن طاقة إيجابية، ستجعل طريقة نظرتهن إلى الحياة أفضل.