المقالات

الحوثي والبحث عن اتفاق يخلصه من وضعه المرتبك ويمنحه نصر سياسي زائف


تفاهمات روسية صينية مع الحوثي لضمان سلامة إبحار سفن البلدين ، وقناة دبلوماسية خفية تُفتح بين واشنطن وطهران عبر سلطنة عمان، لخفض التصعيد في البحر الأحمر، والضغط على الحوثي بالكف عن تهديد الملاحة التجارية الدولية.

صنعاء وفرت ضمانات لموسكو وبكين ، في محاولة منها حشد الموقف السياسي الداعم لها في مجلس الأمن والمحافل الدولية ، في ما كشفت أعلى المستويات العسكرية الأمريكية عدم فعالية إدارة المواجهة مع الحوثي ، بقواعد إشتباك لا تنتج تغييراً حقيقياً في البنية العسكرية الحوثية ولا تلحق بها الضرر ، وأن مجمل ما تم تدميره يمكن لصنعاء تعويضه بسفينتي تهريب سلاح من إيران ، حسب متحدث القيادة العسكرية المركزية الإمريكية .

مقارنة مع سابق الهجمات الحوثية ، يمكن القول أن الوساطة العمانية قد أنتجت حداً معقولاً في راهن عدد العمليات في البحر الأحمر، وإن لم تتوقف بصورة نهائية.

واشنطن لم تقطع سياسياً مع الحوثي وماتزال هناك قنوات تواصل، وخطاب البيت الأبيض ملتبس فهو يقر بإرهابية الجماعة ، ومع ذلك يفاوضها ويتمسك بشراكتها في عملية السلام كطرف وازن في إنجاز التسوية.

السعودية بدورها ترسل التطمينات للحوثي أن لا قواعد إنطلاق إمريكية بريطانية من أراضيها ومن أجوائها يمكن أن تستهدفه ، وتذهب بعيداً في ممارسة الضغط على الشرعية والمكونات الملحقة بها ، لتقديم خطاباً مرناً سلامياً وأقل عدائية لفظية تجاه الحوثي، وتهديداته للأمن الداخلي والسلام الدولي.

رئيس مجلس القيادة يؤكد مجدداً تمسكه بالسلام كخيار إستراتيجي ،ورئيس الحكومة المستدعى إلى السعودية يعيد ذات السردية ، في وقت لم يبدِ فيه الحوثي مايبرر تسويق مثل هذه اللغة التصالحية .

الجميع واشنطن والجوار في حالة إنتظار ما ستفضي إليه الجهود الدولية من تغيير في أداء الحوثي ، في حال حلحلة ملف حرب غزة وفك الحصار ووقف إطلاق النار ، وفي ضوء ما سيتبعه من موقف للحوثي تخفيفاً أو تصعيداً في هجماته ، ستترتب عليه مصفوفة مواقف، بما فيها العسكري على الأقل إمريكياً بريطانياً.

هل الحوثي طرف سلام ؟

قطعاً لا، ومع ذلك تفتح السعودية معه كل قنوات الحوار ، وتشتغل على إنجاز ملف أمنها الداخلي ، في معزل عن تشابك وترابطية الملفات .

الحوثي في مطلق الأحوال هو في مأزق الهروب إلى الأمام، وتتجه كل أنظاره صوب حوارات الدوحة ، علها تنتج إتفاقاً يخلصه من وضعه المرتبك ، ويمنحه نصراً سياسياً زائفاً ، بإدعاء شراكته في صناعة إتفاق غزة ، وهو خطاب يعيد من خلاله تسويق نفسه لقواعده التنظيمية وحواضنه المذهبية كبطل قومي منتصر .

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى