مليشيا الحوثي تخنق المدنيين ضمن حرب العقاب الجماعي
مر اليوم العالمي للمياه 22 مارس/آذار ولا تزال مليشيات الحوثي تستمر في خنق اليمنيين عبر منع وصول المياه إليهم، ضمن حرب عقابية جماعية.
عملية الحرمان من المياه تأتي ضمن حرب منهجية حوثية تستهدف إخضاع المواطن اليمني وتجويعه، وحرمانه من أبسط حقوقه الأساسية، كما هو حاصل في مدينة تعز، ذات أكبر كتلة سكنية في البلاد والتي تمنع عنها المليشيات الحوثية المياه منذ 10 أعوام.
ويعاني سكان تعز من شح المياه وصعوبة توفيرها عبر الصهاريج المتنقلة، منذ 10 سنوات جراء الحصار الحوثي المطبق على المدينة، فضلًا عن ارتفاع أسعار تلك الصهاريج.
احتكار المياه في تعز
وتحتكر المليشيات المياه عن المواطنين بتعز، وذلك بسبب وجود حقول المياه في المناطق الخاضعة لسيطرتها شرقي وشمالي المدينة، والتي كانت مصدر رئيسي في تغذية مياه المدينة.
وتحتوي هذه الحقول على 88 بئراً، والتي كانت تغذي المدينة بالمياه في أربعة حقول رئيسية، (حقل الحوجلة والعامرة والحيمة وحبير، وحقل الضباب) الواقعة في مناطق سيطرة المليشيات، وبعض آبار هذه الحقول تقع في خطوط النار.
وسبق أن أكدت تقارير حقوقية لمنظمات دولية، أن مليشيات الحوثي استخدمت المياه في تعز كسلاح ضمن محاولاتها لإخضاع المدينة ومعاقبة المدنيين فيها.
وبحسب التقارير الحقوقية أن المليشيات منعت تدفق المياه إلى سكان مدينة تعز على مدى أكثر من 8 سنوات ماضية، وأشارت إلى أنه بات حصول السكان على المياه النظيفة بأسعار معقولة مستحيلا.
وأبرز تلك التقارير هو ما أصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش أواخر يناير/كانون الثاني الماضي والتي وصفت منع مليشيات الحوثي للمياه وحصارها تعز بأنها “قد ترقى إلى جرائم حرب”.
وأشار التقرير إلى أن الوضع في تعز مأساوي بشدة، حيث تواصل مليشيات الحوثي حصارها للمدينة منذ 2015، حتى اليوم، وتمنع عنهم المياه، مؤكدة أن 4 من 5 أحواض مياه في تعز، تقع تحت سيطرة المليشيات أو على خطوط المواجهات ما يجعل الوصول إليها غير ممكن لسكان وهيئة مكتب مياه تعز.
واستغل الحوثيون سيطرتهم على أحواض المياه وعمدوا إلى وقف تدفق المياه إلى مدينة تعز التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية رغم معرفتهم أن سكان المدينة يعتمدون على هذه المياه وغير المتصلين بشبكة المياه العامة منذ فترة طويلة”.
حصار مائي ينتهك القوانين
تنتهك مليشيات الحوثي قوانين الحرب عندما تمنع المياه وغيرها من الخدمات الأساسية عن جميع السكان المدنيين.
ووفقا للناشط والباحث الاجتماعي طاهر بشير، فإنه منذُ انقلاب المليشيات الحوثية على الشرعية والوضع في تفاقم مُزري؛ على مستوى البلاد كافة بشكل عام وتعز بشكل خاص من حيث الخدمات الرئيسية التي يحتاجها المواطن وتعتبر من أولويات الحياة الضرورية.
وأضاف الناشط اليمني لـ”العين الإخبارية”، أن الحصار الذي فرضته المليشيات على مدينة تعز لم يختصر على تفخيخ الطرقات بالعبوات والقناصة المترصدين لكل عابر حي؛ بل تعمدت قطع مصادر المياه التي تغذي المدينة من الآبار الرئيسية من الحوبان ومنطقة الحوجلة التي سيطرت عليها المليشيات، مما فاقم الوضع إلى الأسوأ؛ لأنها تمثل نسبة 70% من المياه-وفق طاهر- التي تعتمد عليها مؤسسة المياه في تغذية المدينة منذ عقود من الزمان.
وأدى الحصار المائي إلى خلق الأزمة الحاصلة للمياه النظيفة، والصالحة للشرب، وعقدت الوضع على المواطنين وهذا ما تسعى إليه المليشيات وتعتمد عليه لتركيع تعز كعقاب وانتقام جماعي كتعويض الهزيمة المهينة التي تعرضت لها المليشيات، وفقا الباحث الاجتماعي.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قالت إن اليمن يعد واحدا من أكثر البلدان معاناة من ندرة المياه في العالم، وأصبح الحصول على المياه والغذاء والخدمات الأساسية فيه أشد صعوبة بالنسبة لمعظم اليمنيين.
وأوضحت أن أزمة المياه في اليمن تؤثر على ملايين الأفراد يوميًا، وأن شبكة أنابيب المياه لا تغطي إلّا 30% من السكان، وهي تعاني من الأضرار وتحتاج إلى الصيانة في العديد من الأماكن. وبحسب اللجنة، يلجأ يوميًّا أكثر من 15 مليون يمني إلى طرق مكلّفة ومستهلكة للوقت في سبيل الحصول على ما يكفيهم من المياه.
ويعد اليمن أحد أكثر البلدان التي تعاني من ندرة المياه في العالم، ووفقاً للأمم المتحدة فإن 15.3 مليون يمني، لا يحصلون على مياه كافية وآمنة ومقبولة لأغراض تشمل الشرب، والطهي، والصرف الصحي.
المصدر