الجنوب في مواجهة أقذر حرب
اخبار وتقارير
الأربعاء – 15 مايو 2024 – الساعة 05:50 م بتوقيت اليمن ،،،
(المرصد)خاص
كتب:العميد ثابت حسين صالح
أقذر أنواع الحروب هي حرب الخدمات…
وألئم السياسيين هو من لا يفرق بين الوسائل المشروعة والغير مشروعة في الصراع.
أقذر الأحزاب والجماعات هي تلك التي تقايض وتساوم بحاجات عامة الناس المعيشية والخدمية من أجل تحقيق مكاسبها وأطماعها الأنانية الخاصة، وأشباع غرائزها المريضة العدوانية السادية.
عانى شعبنا في الجنوب وصبر وكابد كل هذه الأشكال القذرة من الحروب ومن السياسيين لهدف دنيء وثمن ظالم فادح، هو أن يتخلى شعبنا عن حريته وسيادته على أرضه واستقلال وطنه.
حتى المستعمر البريطاني للجنوب حينها، والاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، لم يستخدما أو يقايضا بنفس أسلوب وبشاعة ودناءة قادة وسياسيي ونخب حربي ١٩٩٤م و٢٠١٥م…مع تفوق كبير في هذا الملف لغزاة ٢٠١٥م سواء كان منهم الظاهرين صراحة كالحوثيين أو الباطنيين المندثرين برداء “الشرعية”، أو الدول والجماعات التي تدعمهم من الخارج، وتقايض بمصالح الشعوب وتوظفها لأجنداتها الخاصة.
أبشع الوسائل المستخدمة وأكثرها ألما ووجعا وظلما لأهلنا في الجنوب وخاصة في عدن هي حرب تعذيب الناس واذلالهم بابسط الخدمات (الكهرباء مثلا)…وهي الخدمة الأهم وخاصة في عز الصيف.
سنوات تتدهور فيها هذه الخدمة التي أصبحت حلما، مع أنها حق بسيط وسهل المنال في كثير من الدول.
وهكذا يستمر التحدي بين إصرار الغزاة وداعميهم على إخضاع شعبنا وقيادتتا بهكذا أساليب ووسائل دنيئة، للقبول بمشاريع التسوية التي تنتقص من حق شعبنا في دولته، وتقايض بين الباطل والحق المستحق، من جهة، وبين إصرار شعبنا على المقاومة وعلى رفض كل المشاريع التي تحاول الالتفاف على حقه في استقلال دولته بعد فشل الوحدة وتحولها إلى نظام احتلالي همجي.
ويبقى السؤال الأهم ما موقف التحالف العربي والمجتمع الدولي من هذه الحرب القذرة التي يتعرض لها شعب لا ذنب له سوى أنه حر وأبي ويرفض التنازل عن حقه في الحياة والحرية.
ويبقى الأهم من كل ذلك مدى قدرة الجنوبيين وعلى رأسهم المجلس الانتقالي ورجال الاعمال على الصمود والتوحد والتعاون للخروج من عنق الزجاجة، النفق المظلم.