تحت شمس الانتظار.. معاناة الموظفين أمام أبواب الصرافات
في ظلال الأبنية وتحت أشعة الشمس الحارقة، يقف جمع من الموظفين من نساء وكبار السن ، وجوههم تنضح بالقلق والتعب. إنهم ينتظرون، ليس للحظة فرح أو لقاء، بل لاستلام رواتبهم التي تأخرت طويلاً. الصفوف طويلة والانتظار مضنٍ، وكل دقيقة تمر تزيد من وطأة الحر والحاجة.
أمام محال الصرافات ، حيث يُفترض أن تكون عملية الحصول على الراتب سهلة وسريعة، يجد الموظفون أنفسهم في معركة مع الزمن والظروف. البعض يأتي من فجر اليوم، يحملون أمل العودة إلى منازلهم بما يكفي لإطعام أسرهم، ولكن الساعات تمر دون جدوى.
النساء بعضهن يحملن أطفالهن، يحاولن إيجاد الظل والراحة حيثُ لا يوجد أما كبار السن، فتراهم يتكئون على عصيهم أو يجلسون على الأرصفة، ينتظرون دورهم الذي لا يبدو كأنه لن يأتي، الجميع يشترك في الأمل الهش بأن اليوم لن ينتهي دون استلام ما يستحقونه من أموال.
“المال في البنك، ولكن لا يمكن الوصول إليه”، يقول أحد الموظفين بنبرة يائسة. “نحن نعمل شهراً كاملاً، وفي النهاية نقف هنا كالمتسولين، ننتظر الرحمة من آلة أو بشر”.
المشهد لا يخلو من الأطفال الذين يرافقون آباءهم، عيونهم تتساءل وأيديهم تتشبث بأطراف ثياب الكبار، غير مدركين لمعنى الانتظار، ولكنهم يشعرون بثقله. الحرارة ترتفع، ومعها ترتفع معدلات الإحباط والتوتر بين الحشود.
في هذا الوقت، حيث يتقاطع الحر مع الحاجة، يصبح الانتظار أكثر من مجرد مضيعة للوقت؛ إنه اختبار للصبر والإرادة. وفي كل مرة يُغلق فيها باب الصراف دون إعطاء ما هو مستحق، يُغلق باب آخر في وجه الأمل والكرامة.
الموظفون ينتظرون، ومسؤوليهم يتابعون ولا يحركون ساكنا ، والسؤال الذي يطرح نفسه: متى ستنتهي هذه المعاناة؟ متى سيتمكن هؤلاء الأشخاص جلهم من نساء وعجزة ومرضى من استلام ما هو حق لهم بكرامة ودون معاناة؟ الإجابة، مثل الرواتب، لا تزال معلقة..!!
هذه المعاناة ليست مجرد حكاية عابرة، بل هي واقع يعيشه الكثيرون يومياً، واقع يتطلب الصبر والعزيمة، وأحياناً، الشجاعة لمواجهة الحر والانتظار من أجل لقمة العيش.
المصدر