اخبار محليةصحيفة 4 مايو

نزوح أبناء الشمال الى الجنوب .. خطر يهدد النسيج الاجتماعي والهوية الوطنية الجنوبية

4 مايو / رامي الردفاني

استمرارا لخططهم الممنهجة لغزو الجنوب منذ العام 1994م يواصل أبناء الشمال نزوحهم إلى الجنوب وخصوصًا إلى العاصمة عدن بشكل مستمر وصل إلى ملايين النازحين خصوصا بعد انقلاب الحوثي في العام 2015م بحجة الهروب من جحيم الحرب’ ولأسباب ودوافع سياسية، أو نزوح إجباري ولكن محافظات الشمال أولى بالنزوح إليها من عدة عوامل’ ما تسبب ذلك في كارثة إنسانية وضاعف معاناة أبناء شعب الجنوب فأرتفعت ايجارات السكن،  وظهرت بسبب النزوح عدة مشكلات اقتصادية، وأمنية، وصحية، وتعليمية، واجتماعية، وسياسية، وانتشرت تجارة المخدرات’
بل تفاقمت المشكلات لتصل إلى محاولة التغيير الديمغرافي للشعب الجنوب والتأثير على الهوية الوطنية الجنوبية باستخراج شهادات الميلاد من العاصمة عدن والبطائق الشخصية والجوازات وكأنهم من مواليد الجنوب’ الا ان هذا النزوح لم يكن نزوح بسبب عوامل الحرب كما يدعي القائمين عليه بل ان اولئك النازحين عند قرب الاعياد يعودون الى مناطقهم لقضاء اجازة العيد هناك وكأنهم في رحلة سياحية في الجنوب أو في مهمة عمل.

” امتيازات”

يبدو ان نزوحهم إلى محافظات الجنوب فتح لهم باب الرزق ‘ فأستغلوا مايتم توزيعه من مواد اغاثية من المنظمات وآية امتيازات اخرى كغيرهم من نازحي الحروب في البلدان الأخرى بينما أبناء الجنوب نازحون في وطنهم دون الحصول على مايسد رمقهم.

“950” ألف نازح”

أفاد مكتب النقل بالعاصمة عدن ، بأن عدد المغادرين من محافظة عدن الى المناطق الشمالية لقضاء اجازة العيد بلغ ما يقارب ٩٥٠ ألف مواطن عبر باصات نقل الركاب المتواجدة في عدة مواقع من مديريات المحافظة .

وذكرت احصائية صادرة عن غرفة عمليات مكتب النقل، أن عدد المغادرين بلغ ما يقارب ٩٥٠ الف توزعت بين (تعز ٣٠٠ الف ) الحديدة/ الجراحي /أب /العدين ما يقارب ٣٢٠ الف مسافر
صنعاء / ذمار مايقارب ٢٥٠ الف مسافر) ومناطق أخرى.

وأوضح نورس فريد بركات مدير عام مكتب النقل محافظة عدن أن هذه الإحصائية تتم لأول مرة في المحافظة وذلك بعد قيام مكتب النقل بالمحافظة ببدء عملية التنظيم وعمل استمارة بيانات للمسافرين عبر فرزات مكتب النقل بالمحافظة ومواقع أخرى منتشرة في مديريات العاصمة عدن مشيرا بأن مكتب النقل قام بعمل حملة بتاريخ ٢١ مايو استهدفت جميع مواقع نقل الركاب في المحافظة والزامها بتسجيل بيانات الباصات والسائق وجميع الركاب وربط العمل عبر الأجهزة الأمنية والعمليات.

موضحاً أن الحملة تهدف إلى تنظيم عملية النقل في المحافظة بعد سنوات طويلة من العشوائية ومما يخدم الجانب الامني والتنظيمي للعاصمة عدن.
لافتا إلى أن حملة التنظيم كشفت العديد من المخالفات والعشوائية ووجود جماعات عملت خلال الفترة الماضية لإبقاء الوضع في حالة فوضى لمصالح شخصية وأبتزاز السائقين والتقطع لهم في عدن ومحافظات أخرى لإجبارهم على دفع رسوم وجبايات مخالفة وسيتم اتخاذ الاجراءات ضد مرتكبيها وأحالتهم للجهات القانونية.
مفيدا أن معظم هذه الباصات المغادرة والقائمين عليها حاولت ايجاد منافذ غير شرعية للمغادرة لإبقاء و إستمرار العشوائية والتهرب من تسجيل بيانات المغادرين واخفاء بطائق الركاب.
مؤكدا أن عجلة التنظيم دارت ولن تتوقف والنتائج ملموسة وستتم على عدة مراحل حتى تنفيذ الخطة التي تخدم العاصمة عدن وأمنها ومظهرها الحضاري رغم محاولات فاقدين مصالحهم من تعطيل العمل وخلق مشاكل هنا او هناك لاستمرار مصالحهم وأبتزاز السائقين وهذا لن يتم مطمئاً في الوقت ذاته جميع السائقين ومالكي الباصات بأنهم في حماية الدولة طالما وهم يعملون وفق النظام والقانون وأن مكتب النقل في خدمتهم وتسهيل كافة أمورهم.

 ” إستياء شعبي”

أثارت احصائيات مكتب النقل الأخيرة حول اعداد النازحين المغادرين العاصمة عدن الى المحافظات الشمالية موجة إستياء واسعة بين أوساط المواطنين والناشطين الجنوبيين
اذا اعتبروا ان ذلك النزوح هو نزوح سياسي بإمتياز لاحداث
تغيير ديموغرافي من خلال لجوء العديد من النازحين إلى استخراج شهادات الميلاد من محافظات الجنوب بدعوة ضياعها ونسيانها في مناطق سيطرة الحوثي’ منوهين الى أن اساليب المحتل كثيرة ومتعددة  فهم يستغلون حكومة المناصفة لتمرير هذا المخطط، محذرين أبناء الجنوب في مصلحتي الهجرة والجوازات والأحوال المدنية بعدم التسامح في هذا الجانب لأن الموضوع سياسي وان غطي بغلاف إنساني” مؤكدين أن  اصدار شهادات الميلاد والبطائق الشخصية من الأحوال المدنية العاملة في المناطق المحررة الجنوبية، وشراء الأراضي السكنية في المدن والأرياف والسكن في المجمعات السكنية له تأثير ايجابي على النسيج الاجتماعي على طريق إحداث تغيير ديمغرافي لصالح الاحتلال اليمني”
و يعزز من الاستيطان الشمالي للجنوب، فهو اسلوب من اساليب الغزو الممنهج والمتعمد لتغيير الهوية الجنوبية وطمس ملامحها.  

 حيث يمثل لزيادة كثافة السكان في الجنوب؛ ولكي يكون لديهم بطاقة تعريف بأنهم من الجنوب؛ ولتثبيت الوحدة اليمنية بالمشاركة والاستفتاء الذي سيكون في صالحهم ، ولذلك استخراج شهادات الميلاد وتر يلعب عليه أبناء الشمال في الجنوب  من أجل سياسة أطماع وتسيرها نحو تحقيق أهداف تمنع فصل الجنوب عن الشمال”.

 أن اللجوء لذلك من أجل المساعدات، ومن أجل دمج أنفسهم مع أبناء عدن، ولهم أبعاد مستقبلية خطيرة جدًا.
   
” خطر وتحدي”

ويرى مراقبون سياسيون جنوبيون إن ما يجري من زحف على أرض الجنوب تحت ذريعة النزوح يشكل خطر وتحدي للإرادة الجنوبية الأمر الذي سيهدد الهوية الوطنية الجنوبية” بالاضافة الى
 مشاكل عديدة منها دمج أبناء الشمال في الجنوب للحصول على الكثير من الحقوق كحق الاستفتاء أو انتخاب أو أي حقوق لأبناء الجنوب سواء من وظائف أو غيرها’  بل
 أن الإشكالية الأكبر هي أن العملية ممنهجة وهدفها احداث تغيير ديموغرافي لأهداف سياسية، أهداف استيطانية بحتة مايؤثر على الكثافة السكانية للجنوب الذي أصبح يضج بأعداد النازحين الكبيرة من جميع محافظات الشمال، مما يشكل عبء كبير على العاصمة عدن ومحافظات الجنوب في الحصول على كافة الخدمات الأساسية.

مؤكدين ان ذلك النزوح لم يكن بدوافع إنسانية، ولكنّه مفتعل في كثير من الأحيان وتقف وراءه إرادة سياسية لاختراق الجنوب وإرباك أوضاعه الاقتصادية والأمنية.

 وأثار سياسيون وقادة رأي جنوبيون ان قضيّة ما يعتبرونه نزوحا منظّما ومسيّسا لأعداد من سكان الشمال صوب المناطق والمدن الجنوبية بدوافع تتمثّل في اختراق تلك المناطق و”إغراقها بشريا” استباقا لعملية التسوية التي لاحت بوادر عن تقدّمها.

معتبرين ان نزوح الملايين من أبناء المناطق الشمالية إلى المحافظات الجنوبية،  يندرج ضمن عمل منظّم يهدف إلى إغراق الجنوب بالفوضى والإرهاب.

محذرين من الاستهانة بالمسألة السكانية كونها يمكن أن تستخدم كورقة لعرقلة العودة إلى واقع الدولتين ‘ لافتين الى ان النزوح اليمني إلى الجنوب يمثل تهديدا حقيقيا سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا”.

منوهين إلى أن  جلب متشدّدين من شمال اليمن وتسهيل دخولهم وانتشارهم في عدد من مناطق جنوب البلاد والاستعانة بهم في مواجهة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل الخطر الحقيقي’ كما حصل ابان غزو الحوثي لعدن ونهوض الخلاياء النائمة من سباتهم والمشاركة في القتال ضد ابناء الجنوب.

” حلول”

يضع بعض المراقبين حلول ومقترحات لتفادي تلك المشكلات من خلال
  مراقبة المجمعات الصحية ، ومراقبة المرافق التي تصدر شهادات الميلاد، وعدم صرفها إلا بالوثائق الأصلية والاثباتات التي تدعم صحتها من نفيها وأن ينسبوا إلى أماكن ميلادهم الحقيقة وسكنهم الحقيقي قبل النزوح’ ولمواجهة هذه التحديات ينبغي على كافة أبناء الجنوب استخدام كافة الوسائل الممكنة والمشروعة لمواجهة هذا المد المعادي من خلال زيادة الوعي المجتمعي في الأحياء للمراقبة ومنع تأجير البيوت ومنع بيع الأراضي ومنع أي خدمة إلا في حدود الأطر الإنسانية.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى