في لقاء تشاوري حاشد.. قبائل يافع حضرموت تؤكد دعمها للمجلس الانتقالي
التأمت قبائل يافع حضرموت، في حاضرة المحافظة،المكلا، صباح اليوم السبت، في لقاء تشاوري حاشد، برعاية كريمة من الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي..
وكرس اللقاء الذي عقد تحت شعار (حضرموت نسيج اجتماعي وإنساني وتاريخي وحضاري واحد) والذي شارك فيه جمع غفير من مشائخ ووجاهات ورموز قبائل يافع حضرموت، لمناقشة الأوضاع الاقتصادية والسياسية والتحديات التي يواجهها الجنوب عامة، والمخاطر التي تهدد النسيج الاجتماعي لحضرموت على وجه الخصوص.
ففي أجواء سادها الشعور الكبير بروح المسؤولية الوطنية، وقف أبناء قبائل يافع حضرموت، ساحلاً وهضبة، ووادياً، وصحراء، أمام تلك التحديات والمخاطر والمؤامرات، التي تسعى لجر حضرموت لمشاريع بعيدة عن عمقها الاستراتيجي الجنوبي، جغرافيّاً وتاريخيّاً ومصيريّاً، مؤكدين اعتزازهم بالانتماء إلى هذه الأرض، واستعدادهم للذود عنها بالغالي والنفيس..
وفي كلمته في اللقاء، عبر رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، عن اعتزازه وتشرفه بمشاركة مشائخ ورموز وأعيان قبائل يافع حضرموت في لقائهم التشاوري المهم ، للتدارس والتشاور في مستجدات الأوضاع في حضرموت والجنوب عامة.. ناقلا إليهم تحيات الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ونوابه وقيادات المجلس.. مشيرا إلى أن قيادة المجلس مهتمة بهذا اللقاء، وتواصلت مباركة المبادرة الطيبة لعقده..
لافتا إلى أن الهدف من عقد اللقاءات المجتمعية مع مختلف شرائح ومكونات المجتمع الحضرمي، هو بلورة موقف موحد، مما يحدث في حضرموت والجنوب عامة، من مؤامرات على حضرموت وقوات نخبتها بهدف جرها من جديد إلى التبعية والهيمنة لنظام صنعاء، ومن معاناة لشعبنا جراء فشل وفساد حكومة معين.
ودعا المحمدي أبناء حضرموت إلى التصدي لإحياء، ما أسماها، مومياوات النظام البائد ومساعي إعادة تدويرها في مفاصل السلطة المحلية، وجلب قوات يمنية، تحت مبرر حماية القصر الرئاسي.
محذرا من المؤامرات الخطيرة، التي تتعرض لها حضرموت، والتي تستهدف شق الصف الحضرمي وإضعافه، وسلخ حضرموت عن نسيجها الجنوبي، بدغدغة عواطف البسطاء بالإدارة الذاتية أو تأسيس دولة حضرمية..
مؤكدا أن كل تلك المشاريع الطوباوية، تهدف فقط إلى خلق أوضاع تمكنهم من إعادة السيطرة على حضرموت، وجعلها موطنا بديلا لدولتهم وأرضهم التي تركوها للحوثي..
داعيا إلى رفض ومقاومة أجندات تحويل حضرموت إلى وطن بديل للهاربين من مواجهة الحوثي، ومواصلة النضال دون كلل لتحرير الوادي وطرد قوات المنطقة العسكرية الأولى، ونشر قوات النخبة الحضرمية على كامل تراب حضرموت، ورفض أي عودة للهيمنة اليمنية على المكلا ومديريات الساحل المحررة، ورفض ومقاومة سياسة تفريخ المكونات، والتمسك بالكيان الذي توافق عليه عامة الحضارم، وهو مؤتمر حضرموت الجامع.
مؤكدا أهمية التمسك بالمشروع الجنوبي الكبير، مشروع استعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية، الضامن الحقيقي لحقوق وتطلعات أبناء حضرموت في إدارة شؤونهم بأنفسهم.
ودعت كلمات أبناء يافع حضرموت، التي ألقاها شيخ قبائل يافع بساحل حضرموت الشيخ سالم حسين السعدي، وشيخ قبائل يافع في الوادي والصحراء الشيخ أحمد بن عيسى بن هرهرة، ونائب رئيس اللجنة التحضيرية للقاء، الشيخ صالح محسن اليزيدي، أبناء المحافظة جميعا، إلى توحيد الكلمة ورص الصفوف..
مؤكدة أن قبائل يافع حضرموت وأبناء قبائل حضرموت قاطبة، بمختلف مكوناتهم ومشاربهم الفكرية والسياسية، يقفون على قلب رجل واحد، لمواجهة المؤامرات والمخاطر والتحديات..
معربة عن فخر أبناء قبائل يافع واعتزازهم بهويتهم الحضرمية الجنوبية، ومؤكدين حرصهم على تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في ربوع حضرموت، واستعدادهم للذود عنها، وتقديم الغالي والنفيس من أجل عزة وكرامة أبنائها بمختلف قبائلهم ومكوناتهم الاجتماعية والسياسية.
مجددين الإعراب عن دعمهم وتأييدهم للمجلس الانتقالي، المدافع عن قضية شعب الجنوب، والحامل للوائها، وتجديد تفويضهم لرئيسه القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، وتمسكهم بالمشروع الجنوبي، المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية بنظامها الفيدرالي، الذي سيتمتع فيه كل أبناء المحافظات بصلاحيات واسعة في إدارة شؤونهم، وهو ما يحقق تطلعات ومطالب أبناء حضرموت، المتوافق عليها في مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع..
ودعت الكلمات الأشقاء في التحالف العربي إلى تمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم الاقتصادية والأمنية والعسكرية، والإسراع في تحقيق مطالب أبناء وادي حضرموت، بتنفيذ الشق الأمني من اتفاق الرياض، المتعلق باخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى، وتسليم الملف الأمني لقوات النخبة الحضرمية..
معبربن عن شكرهم لرئيس الهيئة التنفيذية لانتقالي حضرموت العميد الركن سعيد أحمد المحمدي على جهوده في انجاح اللقاء، ولكل أبناء يافع الذين لبوا النداء، وقطعوا مئات الكيلومترات من مدن ومناطق حضرموت المترامية، للوصول إلى المكلا للمشاركة فيه.
وأثري اللقاء الذي تخلله إلقاء قصائد شعرية ورقصات تراثية يافعية، بالمداولات والنقاشات العميقة بين الحاضرين، ولخصوا تلك الرؤى والأفكار في بيان صادر عن اللقاء، عبروا فيه عن اعتزاز كل أبناء يافع في مديريات حضرموت كافّة، بانتمائهم لتراب حضرموت، وحرصهم الشديد في كل حقب التاريخ على الدفاع عنها وتقديم الغالي والنفيس من أجل عزّتها وكرامتها وصون أعراضها وحماية مكتساباتها وثرواتها مع بقية اخوتهم من قبائل حضرموت ورجالها الميامين الأفذاذ..
معلنين تمسّكهم بمخرجات مؤتمر حضرموت الجامع بوصفها خارطة الطريق التي أجمع عليها كل أبناء حضرموت.
وأشادت قبائل يافع حضرموت في بيانها بدور وتضحيات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقتين خلال سنوات الحرب، ومواجهة قوى الإرهاب، وطالبت بضرورة اخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت وتسليم أمن مديريات الوادي والصحراء لقوات النخبة الحضرمية بوصفها صمام أمان للأرض والإنسان في حضرموت.
مدينة المحاولات التي تسعى إليها بعض الأطراف في الشرعية للدفع ببعض القوات من خارج المحافظة، تحت ذريعة حماية القصر الرئاسي أو غيره من مرافق ومؤسسات الدولة في ساحل حضرموت.
مؤكدة حق أبناء حضرموت في إدارة شؤون حياتهم اليومية ومنح أبنائهم الفرص الكافيّة في التوظيف في الشركات النفطية العاملة في مناطقهم، وضرورة حصولهم على النسب العادلة في هيئات السلطات العليا والبعثات الدبلوماسيّة وتقلدهم المناصب في قيادات المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية.
واستنكر اللقاء المحاولات البائسة لشق الصف الحضرمي وتمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء حضرموت من خلال تفريخ المكونات الفاقدة لأي حضور مجتمعي وقاعدة جماهيرية واسعة.
وجدد المشاركون في اللقاء الثقة في القيادة السياسية للشعب الجنوبي، ممثلة في الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، وطالبونه بإيلاء حضرموت أهمية خاصة في كل الأطر السياسية والمكونات التنظيمية في المجلس الانتقالي الجنوبي.
مؤكدين أن حضرموت تمثل العمق التاريخي والحضاري والإنساني والثقافي، في جغرافيا الوطن الجنوبي، من العاصمة عدن غرباً حتى المهرة وسقطرى شرقاً..
منوهين بمخرجات اللقاء التشاوري الأول المنعقد في العاصمة عدن للفترة من 4 – 8 مايو 2023م، والذي تمخض عنه إقرار الميثاق الوطني الجنوبي والتوقيع عليه من المكونات السياسية والحزبية والمجتمعية، بوصفه محطة وطنية مهمة حددت فيه ملامح الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة القادمة.
ودعا اللقاء قيادة السلطة المحليّة بالمحافظة، ممثلة بالأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي إلى ضرورة الاهتمام بتحسين مستوى الخدمات العّامة في مديريات المحافظة، وخاصة الكهرباء، والسعي من أجل وضع الحلول الجذرية لمعالجتها والتخفيف من معاناة المواطنين اليومية.
مؤكدين أهمية تكاتف الجهود من قبل الجميع في هذه الظروف الاستثنائية والصعبة للعمل بروح الفريق الواحد والابتعاد عن الأنانية والنزعات المصلحية وبذل الجهود لرأب الصدع وفتح باب الحوار بين كل مكونات المجتمع الحضرمي للسير بسفينة حضرموت إلى بر الأمان، وفق تطلعات أبنائها في كل مدنها وقراها وأريافها.
واختتمت قبائل يافع بيانها، بالترحّم على أرواح الشهداء في كل مراحل النضال، داعية الله أن يمن على الجرحي والمصابين بالشفاء العاجل.
المصدر