كيف يمكن توجيه ثروات الجنوب لمعالجة أزماته؟
4 مايو / مريم بارحمة
الجنوب بجميع محافظاته يمتاز بثرواته العظيمة الظاهرة والباطنة؛ مما جعله مطمع لقوات الاحتلال اليمني، وفي ذات الوقت يعاني أبناء شعب الجنوب من انعدام الخدمات الأساسية وخاصة الكهرباء، وتفاقم التدهور المعيشي والاقتصادي وتدهور العملة وارتفاع المشتقات النفطية ن فحقوق أبناء الجنوب مسلوبة، ومن حق شعب الجنوب استعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة ، وسيادته على كل أراضيه وثرواته، وتوجهها لمعالجة ازماته وهذه من الثوابت الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي.
فكيف يمكن توجيه ثروات الجنوب لمعالجة ازماته مثل ازمة الكهرباء وتدهور العملة والمعيشة وارتفاع المشتقات النفطية وتحسين التعليم والصحة؟ وما دور المجلس الانتقالي لمعالجات الازمات التي يمر بها الجنوب؟ وما دور القوات المسلحة الجنوبية في استعادة اراضي الجنوب؟ للتسليط الأضواء على هذه التساؤلات التقينا بنخبة من القيادات السياسية والعسكرية والإعلامية وشخصيات اجتماعية وخرجنا بهذه الحصيلة من الآراء:
-حكومة فاشلة
البداية كانت مع العميد ركن علي عبدالله بامعيبد، رئيس الإدارة السياسية للقيادة المحلية الانتقالي مديرية غيل باوزير، يقول : “حقيقة لا توجد دولة فقيرة بل توجد حكومة فاشلة ها نحن اليوم نقف على أعتاب المرحلة الوطنية الديمقراطية التي تبدأ من خلال استكمال إنجاز مهمات مرحلة التحرر الوطني وفي مقدمتها تحرير ما تبقى من أراضي الجنوب وسد الفراغات الأمنية وتوحيد الطاقات الجنوبية بغية التهيئة المناخات الجاذبة الاستثمار. أعتقد أن السيطرة التامة على مصادر الدخل السيادية منها والمحلية والمشتركة ووصولها في وعاء واحد ومن خلال التخطيط السليم وتقييم مستوى الأهداف، لكن هل الانتقالي الآن هو يمثل الدولة من المعروف أن الخدمات الأساسية للمجتمع هي أحد أبرز وظائف الدولة وهي حق من حقوق الإنسان مكفول وفقا للإعلان الدولي لحقوق الإنسان، وتأتي في سياق مفهوم التوزيع العادل للثروة كونها ملكية الشعب افتراضا سيطر المجلس الانتقالي على مقدرات البلاد ويستطيع أن يوجهها ويسخرها في مصالح المجتمع “.
-نفط شبوة يذهب لمأرب
بينما يقول الأستاذ محمد احمد مبارك، مدير الإدارة السياسية للمجلس الانتقالي مديرية عسيلان محافظة شبوة:” ما يعانيه الجنوب اليوم بسبب ما اورثه الاحتلال الهمجي وما تسببت به حروب الاحتلال وعدوانه منذ 1994م حتى اليوم والذي دمر واحرق كل شيء؛ مما جعل شعب الجنوب يعانون من أبسط مقومات الحياة، لذلك من باب أولى أن تسخر كل إيرادات وثروات الجنوب لمعالجة ما أمكن معالجته في الحد الأدنى لأن ما نعانيه بحاجة إلى إمكانيات كبيرة ويفترض أن يتحمل المحتل تكاليف ما دمر وتعويضنا عن ما لحق بنا. والمفارقة العجيبة أن نفط شبوه يذهب لخدمة مأرب كي تنعم بكهرباء مجانية ومشتقات نفطية بسعر رمزي وخدمات وتنمية بينما نحن بشبوة نعيش في الظلام، وهذا يسري على بقية الجوانب الخدمية من تعليم وصحة وغير ذلك”.
-تسخير الثروات للخدمات
ويتحدث معنا الإعلامي الجنوبي الأستاذ عبدالرحمن النقيب، قائلاً: “يمكن القول حالياً انه يمكن معالجة هذه الأزمات وحرب الخدمات الممنهجة والحصار الاقتصادي على الجنوب وشعبه التي تفرضه حكومة الشرعية الفاسدة من خلال تفعيل الإدارة الذاتية في الجنوب والسيطرة على كل ثرواته وتسخيرها لتوفير الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء وصرف المرتبات والحفاظ على سعر العملة وتحسين التعليم والصحة وهو الحل الأمثل والملائم لتلبية احتياجات المواطنين بشكل شامل. وبالتالي عندما يتم تفعيل الإدارة الذاتية للجنوب سوف يتيح للمواطنين الاستفادة الكاملة من ثرواتهم وتوجيهها لخدمة التنمية وتحسين معيشتهم الضرورية”.
-إمكانيات اقتصادية كبيرة
بدوره الأستاذ علي محمد الحمزة ناصر، مدير إدارة سابق وزارة الثروة السمكية، وحاليا (خليك بالبيت)، يقول:” إن امكانيات الجنوب الاقتصادية كبيرة، ولكنها للأسف حتى اليوم تحت ايدي السلطة الشرعية وما تحصل عليه بعض المديريات من ايرادات محلية غير كافية ولا يمكن بهذه الموارد تحسين الاوضاع.
من اجل تحسين الأوضاع الخدماتية بشكل عام لابد من عمل ما يلي: في مجال النفط وهو العمود الفقري في الايرادات لابد من إعادة تصدير النفط وتوريد قيمة المبيعات إلى البنك الأهلي اليمني في عدن او البنك المركزي بعدن والأشراف الجنوبي على الصرف لصالح الجنوب وتحريره من سيطرة المتنفذين، وتشغيل المصافي، وتجميع الغاز الذي يحرق في حقول النفط في حضرموت وشبوة منذ 30 عام والاستفادة منه في الغاز المنزلي وتشغيل الكهرباء. والتحصيل الحقيقي للموارد المحلية من ضرائب وضرائب القات وجمارك وكل انواع الإيرادات المختلفة كون ما يحصل منها شي بسيط ورمزي ويذهب جزء منها إلى محصليها. ما ذكرته وغيره قد يساعد في تحسين صرف العملة المحلية وتحسين التعليم والصحة”.
-تفعيل الإدارة الذاتية الجنوبية
وعن دور المجلس الانتقالي في معالجة هذه الازمات الإعلامي عبدالرحمن يقول :” يجب على المجلس الانتقالي الجنوبي العمل على إعادة تفعيل الإدارة الذاتية الجنوبية وإبراز أهم السياسات والتدابير التي يمكن اتخاذها لمواجهة الأزمات المالية والاقتصادية ومعالجتها أو التخفيف من وطأتها وتداعيتها المستقبلية بالإضافة إلى استكمال السيطرة على كامل ثروات الجنوب وتسخيرها لتوفير الخدمات للمواطنين، وفي مقدمتها معالجة ازمة الكهرباء والتخفيف من معاناة الشعب نتيجة انهيار العملة وارتفاع الأسعار، وتشكيل لجان رقابية على المؤسسات والمرافق الحكومية ومحاربة الفساد. وكذلك استمرار العمل على توحيد وتقوية الجبهة الداخلية وحلحلة مشاكل المواطنين وتعزيز اللحمة الوطنية لمواجهة أي عدوان جديد على الجنوب والاستعداد لكل الاحتمالات”.
-تحقيق متطلبات الشعب
ويضيف أ. الحمزة :” المجلس الانتقالي هو ممثل شعب الجنوب وبرئاسة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي المفوض من شعبنا لقيادة المرحلة لاستعادة دولة الجنوب. ولهذا تقع عليه وعلى القيادة مسؤولية تحقيق متطلبات شعبنا ولو في الحدود الدنيا، ونعرف صعوبة المرحلة من خلال المشاركة في حكومة المناصفة.
وعلى الانتقالي حسن اختيار ممثليه في الحكومة والمحافظات والمديريات والمرافق في محافظات الجنوب، واختيار كفاءات ذوي خبرات واسعة وانجازات حقيقية سابقة. وخاصة الكهرباء والمياه والمطار والمنطقة الحرة والإعلام والمصافي وأبعاد العناصر التي لم تقدم شي في كثير من المرافق وبعضها غير متخصصة ولا تصلح لشغل الوظائف التي تشغلها. وكذلك توزيع الفرص لكل الكفاءات من ابناء الجنوب من ميون إلى المهرة وسقطرى ومشاركة الجميع”.
-تجفيف منابع الفساد
بينما يردف أ. محمد مبارك: “مطلوب من الانتقالي اولا تجفيف منابع الفساد وقطع الشريان الذي يسحب ثروات الجنوب إلى خارجها ووضع اليد على كل منابع الثروات ومصادرها، ومن ثم تشكيل مجلس اقتصادي ومالي جنوبي يتولى إدارة الموارد وتوجيهها وفق الأولويات وبشكل عادل .. والأهم من ذلك التمسك بحق الجنوب في كل ثرواته بل والمطالبة بتعويض الجنوب عن ما لحق به من نهب وسرقة ودمار طوال أربعة عقود وأكثر”.
-التقييم الدوري للشراكة
بدوره العميد ركن بامعيبد يقول: “في الواقع أن المجلس الانتقالي يحاول جاهدا لوضع الحلول والمخارج، أعتقد أن كافة الأزمات التي يكابدها الجنوب هي أفعال مقصودة لتدمير معنويات الشعب الجنوبي بعد أن استكملت حلقات التدمير بمقدرات الأمة الجنوبية، أن كل ذلك يضع أمام المجلس الانتقالي فرضيات عديدة ومواقف صعبة ربما تكون هي الأصعب في تاريخ الجنوب بشكل عام والمجلس الانتقالي بشكل خاص. وعلى الانتقالي وضع يده على كافة مصادر الدخل وتنميتها بحيث تنسجم ومع الاحتجاجات ولو في حدها الأدنى، ووضع الدراسات والبحث عن تمويل بدائل للطاقة المنتجة بالديزل والمازوت”، مضيفا :”هناك بدائل كثيرة مثل الرياح الشمس الغاز… الخ، تشغيل المصفاة بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي والحد من استيراد المشتقات النفطية، التدخل السريع في الزراعة والأسماك لتحقيق معدلات دخل تلبي حاجيات الصيادين والمزارعين والمساهمة في تحقيق أمن غذائي أمن، إعادة النظر في سياسة الأجور، تحقيق مستوى معين من الاستقرار السياسي والامني وحماية النسيج الاجتماعي، عدم الانجرار لأي حرب مع الجوار، تأسيس الصناديق الاجتماعية لحماية وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين، والانتقال التدريجي إلى مجانية والزامية التعليم ومجانية التطبيب المراقبة المستمرة لحركة الاسعار وبالذات المواد الأساسية والتحقيق الأمن للطفولة والام، مساواة الجميع أمام القانون ومحاربة جميع الظواهر السيئة في المجتمع. أعتقد أن الانتقالي لديه الإمكانات المتاحة لحلحلة الأزمات التي تعصف بالجنوب إذا ما تحرر من القيود المفروضة عليه، وفي مقدمتها التقييم الدوري للشراكة القائمة مع الشرعية والتحالف”.
-دور ريادي في التحرير
وبخصوص دور القوات المسلحة الجنوبية في استعادة أراضي الجنوب يقول أ. محمد مبارك:” لقد كان لقواتنا المسلحة الجنوبية ومعها كل شعب الجنوب الدور الريادي في تحرير أرض الجنوب والذود عنها وحمايتها وصد كل محاولات العدو على كل الجبهات. وهنا نترحم على الشهداء الابطال ونعاهدهم بأننا على دربهم ثابتون ونسأل الله الشفاء للجرحى .. كما نؤكد على ضرورة رعاية أسر الشهداء والمعاقين وايلاء الاهتمام الأكبر لقواتنا المسلحة والاجهزة الأمنية وذلك من خلال التأهيل والرعاية وصرف الرواتب والمستحقات”.
-انتصارات ونجاحات نوعية
بدوره الإعلامي عبدالرحمن يضيف:” للقوات المسلحة الجنوبية دور كبير وعظيم واثبتت جدارتها وكفاءتها المهنية العالية وقدراتها العسكرية في تحرير أرض الجنوب من قوى الاحتلال اليمني بمختلف مسمياتها الحوثية والإخوانية والعفاشية وجناحهم الإرهابي، بالإضافة إلى تحقيق نجاحات وانتصارات مستمرة في مكافحة واجتثاث الإرهاب ولازالت القوات المسلحة الجنوبية تؤدي رسالتها العسكرية والأمنية بدقة عالية في الذود عن حياض الوطن الجنوبي في جميع الجبهات الحدودية مع الجمهورية العربية اليمنية محققة انتصارات ونجاحات نوعية ومتواصلة.
-الدفاع عن سيادة الدولة
ويردف العميد ركن بامعيبد:” القوات المسلحة هي بطبيعة الحال مؤسسة من مؤسسات الدولة السيادية وتقع عليها مهمة الدفاع عن سيادة الدولة البرية والبحرية والجوية من هنا اي جزئية أرض من أراضي الدولة تنفذ القوات المسلحة مهامها في مصالح السيادة الوطنية، لاستعادة تلك الأراضي القوات الجنوبية الآن وبالرغم من عدم اكتمال البنية التنظيمية كقوات مسلحة جنوبية متكاملة لعدة أسباب ومنها أن الحرب الدائرة الآن هي عبارة عن بؤر قتالية هنا وهناك لم تكن حرب وفق لعمليات مشتركة.
خلال العمليات القتالية التي خاضتها القوات الجنوبية في جبهات القتال المختلفة التي توجت بانتصارات مؤزرة وحاسمة وبكلفة أقل يأتي ذلك للأسباب التالية: عدالة القضية التي شنت الحرب دفاعاً عنها، والعقيدة القتالية المتوارثة للجنوبيين، والتدريب العالي. إننا نتطلع إلى استكمال البناء التنظيمي المؤسسي للقوات الجنوبية
بحيث تصبح قوات مسلحة متكاملة، وهناك إمكانات متوفرة لتحرير كل شبر من أرض الجنوب بإذن الله، ومن ثم بالإرادة الشعبية الداعمة لقواتنا المسلحة الجنوبية”.
-رفد القوات بالخبرات
بينما أ. الحمزة يضيف:” أحيي قواتنا المسلحة الجنوبية بكل فروعها وتشكيلاتها، والمقاومة الجنوبية التي لولا تضحياتها لما تحررت ارضنا. وأطالب بتنظيمها وتدريبها ورفدها بالكوادر المتخصصة من الجيش الجنوبي السابق وعلى ان يعاد تشكيلها على اساس وطني كون المرحلة الماضية كانت مرحلة حرب وتم الاستيعاب للكثيرين بدون توزيع التوظيف على كل المحافظات، مع تنظيم وتوحيد الزي العسكري والرتب والشعارات وغيرها. وأطالب بتحرير مكيراس ووادي حضرموت وبعض مناطق المهرة من قوات الحوثي وابو عوجاء والقاضي”.