العرب اللندنية : إحباط سعي المجلس الانتقالي لاستعادة دولة الجنوب هدف إخواني – حوثي مشترك
وكشف علي القحوم عضو المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة الحوثي عن لقاء جمعه في صنعاء بكلّ من فتحي العزب عضو الأمانة العامة في حزب الإصلاح ومنصور الزنداني عضو الكتلة البرلمانية للحزب الذي يمثل الفرع اليمني من جماعة الإخوان.
وأثار التقدّم المسجّل في جهود البحث عن حلّ سلمي للصراع في اليمن، في ظل ما أظهرته المملكة العربية السعودية من مرونة تجلّت خصوصا في استقبالها وفدا من جماعة الحوثي في الرياض ودخولها في محادثات مباشرة مع الجماعة بوساطة عمانية، المخاوف لدى إخوان اليمن من تهميشهم من قبل السعودية ذاتها بعد أن استخدمتهم طيلة سنوات الحرب لمواجهة الحوثيين رغم موقفها الحاسم من جماعتهم الأمّ باعتبارها تنظيما إرهابيا.
وعلى مدى سنوات الحرب التي بدأها الحوثيون في اليمن سنة 2014 واجه حزب الإصلاح الذي شارك عبر قياداته في تشكيل السلطة اليمنية المعترف بها دوليا، عدّة اتهامات بالتخاذل في مواجهة الحوثيين وبالعمل لحسابه الخاص من خلال توجيه القوات التابعة له داخل الجيش اليمني نحو السيطرة على مناطق لم يدخلها الحوثيون ما أدى إلى فتح معارك جانبية أثقلت كاهل التحالف العسكري الذي قادته السعودية لمواجهة الحوثيين.
وبدأ التناقض يظهر بين المملكة وحزب الإصلاح من خلال توجّه سعودي للسيطرة عن طريق قوات تابعة لها على مواقع إستراتيجية في اليمن كان الحزب الإخواني يطمع في أن تكون من نصيبه ومن بينها محافظة حضرموت ذات الموقع الإستراتيجي بشرق اليمن.
وأثارت السعودية مؤخرا غضب قيادات حزب الإصلاح باستقدامها تعزيزات عسكرية من قوات درع الوطن تمّ تدريبها وتسليحها داخل المملكة بهدف نشرها في عدد من مديريات حضرموت الواقعة ضمن مناطق سيطرة قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للحزب.
وعلى الطرف الآخر لا يخلو تواصل الحوثيين مع الإخوان من مصلحة لهم تتمثّل في الاستعانة بهم لإحباط مسعى قوى جنوبية لفك ارتباط جنوب اليمن بشماله واستعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل الوحدة المعلنة في تسعينات القرن الماضي.
ويهدّد قيام دولة الجنوب مجدّدا مصالح الحوثيين والإخوان معا، حيث ستمتد الدولة المنشودة على أراض ومناطق إستراتيجية مازال الحوثيون يأملون في إدخالها تحت نفوذهم وذلك من خلال الحفاظ على الجمهورية اليمنية موحّدة على أن يتسلّموا زمام حكمها بموجب ترتيبات السلام الجارية.
أما الإخوان فسيخسرون بعودة دولة الجنوب آخر مواقع تواجدهم السياسي والعسكري في جنوب اليمن لمصلحة عدوّهم الأول هناك المجلس الانتقالي الجنوبي القائد لعملية استعادة الدولة الجنوبية والذي سبق أن دخل في مواجهات عسكرية ضد قوات تابعة لحزب الإصلاح.
وتنظر شخصيات جنوبية إلى التقارب الإخواني – الحوثي باعتباره موجّها ضدّ الجهود الهادفة إلى استعادة دولة الجنوب.
وقال منصور صالح نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي إنّ المجلس يعمل بجدية وإصرار على تحقيق تطلعات شعب الجنوب باستعادة دولته من خلال خطوات مدروسة تتفق والقوانين والمعايير الدولية المتبعة في الحالات المشابهة للحالة الجنوبية وقد قطع شوطا كبيرا في هذا الاتجاه.
وأضاف متحدّثا لوكالة سبوتنيك الروسية “نعمل على حشد دعم المجتمع الدولي لمطالب شعبنا وتبيان عدالة قضيته وحقه في استعادة دولته، وهي مطالب لا تتعارض مع مبادئ وقواعد الأمم المتحدة في منح الشعوب حق تقرير مستقبلها السياسي”.
وتابع “الجنوب كان قبل الوحدة والارتباط مع الشمال دولة عضوا في الأمم المتحدة وفي الجامعة العربية، ومختلف المنظمات الدولية، وهذه الدولة دخلت في مشروع سياسي للوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية، لكن الطرف الآخر لم يكن جادا ولا جاهزا للوحدة”.
ونشر القحوم على حسابه في منصة إكس صورة للقائه بالعزب والزنداني وكتب معلّقا عليها بالقول “مع قيادات الإصلاح الوطنية (لأجل) بناء العلاقات والتنسيق المستمر والحوارات الداخلية”، مضيفا “صنعاء الدولة والقيادة في ظلهما تستمر اللقاءات وحواراتنا الوطنية لتعزيز الجبهة الداخلية ومراعاة الأولويات ومواجهة التحديات والمخاطر والعدوان والحصار ورفض مشاريع الاحتلال والحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة اليمن والثوابت والمكتسبات الوطنية والوقوف صفا واحدا بإجماع وطني مع القيادة.. لتحقيق السلام العادل وبناء الدولة اليمنية وتعزيز الشراكة الوطنية الحقيقية”.
ولم يستبعد متابعون للشأن اليمني أن تمهّد مثل تلك اللقاءات بين جماعة الحوثي والإخوان لتشكيل حكومة جديدة يشترك فيها الطرفان وذلك تجسيدا لما وعد به زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي مؤخرا.
وكان قد أعلن في صنعاء أواخر سبتمبر الماضي عن إقالة الحكومة التابعة للحوثيين وتكليفها بتصريف الأعمال في انتظار تشكيل حكومة جديدة قال الحوثي إنّها ستكون “حكومة كفاءات تجسد الشراكة الوطنية ويتم فيها تصحيح السياسات وأساليب العمل”، مشدّدا على وجوب التمسك بـ”الشراكة الوطنية” والابتعاد عن “حيز المناطقية والحزبية والعنصرية”.