اخبار محليةصحيفة المرصد

صغير بن عزيز.. قاهر الحوثي ينجو من عملية اغتيال جديدة

كادت أيادي الحوثي وتنظيمات الإرهاب تغتال الرجل الأول في الجيش اليمني وذلك بواسطة سيارة مفخخة استهدفت موكبه أمس الثلاثاء في محافظة مأرب شرقي اليمن.

ونجا رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني الفريق الركن صغير بن عزيز من الموت بأعجوبة بعد أن استهدفت موكبه سيارة مفخخة كانت مركونة بجنبات الطريق بالقرب من محطة “آل قماد” على الخط الدولي شرقي مأرب.

وبحسب وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة في اليمن فإن “جماعة إرهابية قامت باستهداف موكب رئيس هيئة الأركان العامة، قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز بسيارة مفخخة، بينما كان في طريقه من منطقة العبر إلى مدينة مأرب، ما أسفر عن إصابة عدد من مرافقيه”.

محارب شرس

يوصف صغير حمود أحمد عزيز المولود سنة 1962، بـ”المحارب الشرس” لمليشيات الحوثي الإرهابية منذ كانت في معقلها الأم في مران في محافظة صعدة، شمالي اليمن.

و”أبو فارس” كما يناديه الكثيرون، هو سياسي وبرلماني سابق وضابط يمني سطر ملحمة فريدة في مواجهة الحوثيين، كما أن عملية الاغتيال التي وصفت بـ”الآثمة”، ليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة لرجل قهر إرهاب الحوثي فعمد إلى محاولة اغتياله مرات عدة.

ويزخر بن عزيز بثقل قبلي كبير لا سيما في أوساط قبيلة بكيل الكبيرة، كما أنه عضو في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، وقد حاز على بكالوريوس في إدارة الأعمال ودكتوراه في الدراسات الاستراتيجية.

في عام 1983 التحق صغير بن عزيز بالحرس الجمهوري وتدرج في المناصب حتى حصل على رتبة عميد في الجيش اليمني عام 2007، فيما شغل منصب نائب في البرلمان اليمني ما بين 2003 و2009 عن محافظة عمران.

وكان بن عزيز تعرض في مارس/آذار 2023، إلى جانب وزير الدفاع اليمني الفريق محسن الداعري خلال هجوم شنته مليشيات الحوثي على موكبهما في “الكدحة” غربي محافظة تعز جنوب اليمن.

وعين بن عزيز في فبراير/ شباط 2020، قائدا للعمليات المشتركة رئيساً لهيئة الأركان في اليمن, وبعدها بنحو 3 أشهر وتحديدا في مايو/أيار من العام نفسه, تعرض لمحاولة اغتيال حوثية عقب استهداف مكتبه بمأرب بالصواريخ الباليستية والمسيرات ما أدى إلى مقتل نجله وأبن أخيه و5 من مرافقيه.

وعام 2019، عينه الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي رئيسا للفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار في الحديدة قبل أن يقدم استقالته بعد مرور 8 أشهر تقريبا بسبب ما وصفه بالتواطؤ الأممي وتسليم الحديدة للحوثيين.

في ديسمبر/كانون الأول 2014, نجا أيضا من محاولة اغتيال بهجوم مسلح ما أدى إلى مقتل 3 من مرافقيه وذلك أثناء خروجه من مجلس عزاء بصنعاء.

في الحروب الست (2004-2009) وبعد تمدد مليشيات الحوثي نحو صنعاء كان بن عزيز على رأس القبائل في قتال المليشيات لمساندة الجيش اليمني حتى أن المليشيات الحوثية كانت تطلق عليه قائد “البشمركة” لشراسة القتال معهم.

توقيت الهجوم
جاء الهجوم الحوثي بالسيارة المفخخة، في ظل تصعيد مستمر للمليشيات الحوثية، وخلاياها المتخادمة مع التنظيمات الإرهابية المدعومة جميعها من النظام الإيراني، وفقا لوزارة الدفاع وهيئة الأركان اليمنية.

كما جاء عقب قيام بن عزيز بجولة خارجية شملت أمريكا وزيارات ميدانية تفقدية للوحدات العسكرية المرابطة في الجبهات وشملت القوات البحرية في ميناء ميدي وجزر البحر الأحمر.

وإثر ذلك، شنت مليشيات الحوثي حملة تحريض سياسية وإعلامية ممنهجة تصدرها القياديان الحوثيان محمد البخيتي ونصر الدين عامر ضد صغير بن عزير وتم وصفه بـ”العميل لأمريكا وإسرائيل” خصوصا بعد تزامن زيارة الرجل إلى أمريكا مع أحداث غزة.

وبحسب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني فإن “هذا الاستهداف الخطير يؤكد مضي المليشيات الحوثية في نهج التصعيد، رغم جهود ودعوات التهدئة التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة، وتحركها كأداة قذرة لتنفيذ الأجندة الإيرانية وسياساتها التدميرية في المنطقة”.

وقال الإرياني في بيان إن “هذا الاستهداف الغاشم لن يؤثر على جهود الدولة، وزارة الدفاع، ورئاسة هيئة الأركان العامة في تطوير قدرات المؤسسة العسكرية والقوات البحرية والدفاع الساحلي وتدريبها وتأهيلها ودعمها لتنفيذ واجباتها في التصدي لمخططات مليشيا الحوثي الإرهابية ومن خلفها إيران الرامية لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن، والأمن الإقليمي والعالمي، وتهديد خطوط الملاحة الدولية”.

وطالب المسؤول اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، “بإصدار إدانة واضحة وصريحة لهذه الجريمة الإرهابية، وكل أشكال التصعيد الحوثي، والتحرك الحازم لوقف الدعم الذي تقدمه إيران لمليشيات الحوثي، والعمل بشكل فوري على تصنيفها منظمة إرهابية، وملاحقة ومحاسبة قياداتها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب”.

من جهته، قال الناشط السياسي والإعلامي عبدالسلام القيسي، لـ”العين الإخبارية”، إن “الحملة الإعلامية التي شنها الحوثيون حتى قبل ساعات من محاولة اغتياله يؤكد أن مليشيات الحوثي كانت تحاول كسر شخصية الرجل وإلصاق التهم وتشويهه ليمر اغتياله عادياً على جموع الناس”.

وأشار إلى أن “صغير بن عزيز يزخر بثقل عسكري وقبلي وهو ما تخشاه مليشيات الحوثي والتي تريد تصفيته بكل السبل وعبر الطرق كلها لكنها ستفشل لأن قدر المعركة يرتبط بأركان قوية قدر قوة صغير بن عزيز”.

في السياق، قال متحدث المقاومة الوطنية العميد صادق دويد إن “محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت الفريق الركن صغير بن عزيز رئيس هيئة الأركان العامة من خلال التفجير الإرهابي بسيارة مفخخة وهو في طريقه إلى مأرب؛ عمل غادر وجبان”.

وأكد أن العملية الإرهابية تؤكد “تخادم وَجْهَي الإرهاب في اليمن: الحوثي والقاعدة”.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى