فيديو مؤلم،
انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو مؤلم، يستعرض الواقع المفجع الذي انتهى اليه مصير معلمة متقاعدة كرست حياتها لتعليم وتربية الأجيال المتعاقبة في عدن.
شاهدت الفيديو بقلب مثقل وعينان دامعتان بينما كان الواقع المؤلم يتكشف أمامي.
إن القصة المؤلمة للمعلمة الموقرة ً”التي يبدوا انها رفضت ان تذكر اسمها” من مدينة القلوعة في عدن، هي صرخة مدوية على هشاشة الكرامة الإنسانية وتآكل الرحمة في مجتمعنا. فعلى مدى عقود، كرست هذه المرأة حياتها لتعليم الاجيال المتعاقبة في مدارس عدن، ونقل المعرفة اليهم بتفان وإخلاص.
ولكن مع مرور السنين وتقاعدها من الخدمة، وجدت نفسها وحيدة ومعوزة. بفعل الغلاء وضعف راتبها التقاعدي، ولم تعد قادرة على تحمل إيجار المنزل الصغير الذي كانت تعيش فيه وتستأجره منذ سنوات عديدة. إن قسوة المالك، الذي طردها دون ذرة من الرحمة أو الشفقة، لم تترك لها مكانًا تلجأ إليه. واضطرت المعلمة، التي كانت ذات يوم من أعمدة المجتمع، إلى النوم في الشوارع،تتوسد الارض وتتلحف السماء وتتقاسم فراشها المتهالك مع الكلاب الضالة.
إن محنة هذه المعلمة، المرأة التي كرست حياتها لصناعة مستقبل الاجيال ، هي شهادة مأساوية على الخيانة والإهمال اللذين تسربا إلى نسيج المجتمع قبل الدولة. لقد غض الناس الذين تعلموا على ايديها اعينهم عن معاناتها، وتجاهل المسؤولون الذين كانوا ذات يوم من طلابها ظروفها القاسية.
إن قصة هذه المعلمة هي بمثابة دعوة للاستيقاظ لنا جميعًا، حيث تجبرنا على مواجهة إخفاقاتنا وإعادة اكتشاف التعاطف الذي يجب أن يحدد إنسانيتنا. إنه تذكير مؤثر بأنه لا ينبغي ترك أحد خلف الركب، وخاصة الشخص الذي أعطى كل شيء للآخرين. إن المصير الذي حل بها هو وصمة عار على ضميرنا الجماعي ورعب مأساوي يلطخ رجولتنا وانسانيتنا.
بينما ترقد المعلمة في شوارع القلوعة الباردة، تظل روحها سليمة تتحدث بصلابة. إنها تجسد المرونة والمثابرة، وهي الصفات التي علمتها لعدد لا يحصى من الطلاب. إن قوتها التي لا تلين في مواجهة الشدائد هي شهادة على الروح الإنسانية التي لا تقهر لديها.
لقد حان الوقت لكي نلتف حول هذه المعلمة، ونقدم لها الدعم والمأوى، ونستعيد إيماننا بالإنسانية. حتى في أحلك الأوقات، يمكن أن تسود الرحمة واللطف بيننا. دعونا لا نسمح بتشويه إرث هذه المعلمة القديرة وأمثالها بسبب لامبالاتنا. دعونا نقف معًا متضامنين، ونكرم أولئك الذين شكلوا حياتنا ومجتمعاتنا.