المقالات

أين الشرعية من شرارات الغضب الفردي ضد الحوثي في مناطقه؟

‏محمد السناوي حمل سلاحه وقرر ان يدمج خلاصه الفردي بخلاص الوطن ، صنع ملحمته في ماويه مخلفاً وراءه 20 بين قتيل وجريح حوثي ، ومات محتضناً بندقيته.

عارف قطران طرق حتى التعب كل أبواب الحوثي لإطلاق سراح شقيقه القاضي عبد الوهاب ، ليظهر بعدها في بث مباشر حاملاً سلاحه متحدياً ابو علي الحاكم في نزال مسلح، زيلعي رداع رثى قتلى تفجير منازل المدنيين العزل بطريقته حيث للبندقية القول الفصل .

حالة التململ الإجتماعي يأخذ طابعه الفردي ، لا أحد يلتقط هذه الشرارات، ينقلها من حالة الغضب المؤسس على مظلومية الفرد إلى مظلومية عامة، تحاصر الحوثي وتخلق له بؤر إستنزاف تدمر مشروعه ومشروعيته، بذات الأداة التي إغتصب بها الحكم ، السلاح.

ما الذي تفعله أو فعلته مؤسسات الشرعية لتنمية حالات الغضب الفردي، وتأطيره سياسياً ليشكل رافداً لثورة شعبية، يتكامل فيها النضال المدني مع حق مقاومة الإحتلال الداخلي.

الحقيقة أن لا أحد يلتقط هذه الظواهر ، لا أحد يشتغل على تعب الناس وتذمرهم ، لا أحد يضيء لهم الطريق ، ويخرج هذه المظالم من سراديب الخوف إلى شجاعة الجهر ، ومن أحادية الألم إلى تشاركيته ، مايحدث هو حالات من التعايش مع مشاعر القهر، وصولاً حد التنفيس عنه بكمين هناك ورد فعل عنيف هناك ، دون أن تتوفر رؤية لتجميع هذه الروافد في مجرى التغيير العام والشامل.

السناوي بطل وعارف قطران بطل والمكحل الذي حارب منفرداً بصوته في إب بطل والزيلعي أكثر من بطل ، وسياسات القمع الجماعي ستظل مقاومتها فردية تصنع أبطالها ، ولكنها مع الأسف لا تغير الواقع بكل مساوئه وأدواته المتخلفه ونهجه العنصري المتوحش.

نعود إلى ذات النقطة حيث المقاومة الفريضة الغائبة:

لا أحد يجمع هذه التململات في مشروع خلاص جمعي ، ولا أحد في السلطة الشرعية يؤمن بضرورة دعم المقاومة.

من أرهق النازية هم مدنيو أبطال المقاومة الفرنسية ، ومن أقلق مضاجع الفاشية هم عمال وشرائح متعددة للمقاومة الإيطالية والأسبانية ، ومن يجب أن يخلخل وحدة وتماسك العنصرية في اليمن ،هو دعم مقاومة حقيقية خلف وفي عمق سيطرة الحوثي.

هذه قضية ينبغي لها أن تكون على رأس جدول الأعمال ، ومعادل تعويضي عن فقدان توازن القوة.

المصدر

جوجل نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى